عيد الأضحى و الإنتخابات و أشياء أخرى !!!…
موقع منار اليوم 05 يوليوز 2021 بقلم مصطفى فاكر
تشكل الإنتخابات المقبلة8شتنبر2021 إختبارا حقيقيا و محطة حاسمة لبناء أسس صرح ديمقراطي قوي ومتماسك، باعتبار الديمقراطية الشكل الطبيعي للتنظيم السياسي و المظهر السياسي للحداثة و حق الأفراد و الجماعات في تقرير مصيرهم و صنع حياتهم و تاريخهم، وهي تندرج كما هو معلوم في سياق اصلاحات دستورية و مؤسساتية هامة و عميقة يعرفها المغرب، ترمي ترسيخ دولة القانون وحقوق الإنسان و إرساء مؤسسات تمثيلية جادة و ذات مصداقية من خلال توفير مناخ سياسي سليم و إطار قانوني فعال و متوازن و متوافق عليه يمكن من تنظيم الحياة الإنتخابية و تأطيرها و تخليقها و تحصينها من كل ما من شأنه المس بنزهاتها و سلامتها، كذلك الإلتزام الجماعي من طرف الحكومة و الشعب و الأحزاب و الجمعيات و وسائل الإعلام بالقانون و روح المواطنة و المسؤولية و التنافس الشريف و جعل مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.
لكن، أين نحن اليوم من كل هذا؟ وهل من إشارات قوية أو إرهاصات أولية، تدل على أن يوم الإقتراع سيشكل بالنسبة للمغاربة هذه السنة عرسا انتخابيا و عيدا سياسيا، حيث انتخابات تسودها الشفافية و تتسم بالنزاهة و الحكامة الجيدة، انتخابات تقطع مع الماضي و ممارساته و تحملنا إلى مستقبل أحسن، مستقبل لا تستفحل فيه أشكال جديدة للفعل اليمقراطي و التعبير عن المطالب و الآمال من خارج المؤسسات، قد لا يتحمل مسؤولية تنظيمها و تأطيرها أي حزب سياسي أو تنظيم مدني؟؟
فمع اقتراب موعد كل استحقاق يتوقف قطار السياسة لتنطلق آليات الإنتخابات، يتراجع الخطاب السياسي النبيل و المتزن و تحل محله تصرفات مشينة و سلوكات مقيتة،هرج و مرج و فوضى عارمة، نفاق وتنميق و تزويق و تضليل و وعود كاذبة، يصمت صوت الشرفاء، ليعلو صراخ و ضجيج سفاسف كائنات إنتخابية غوغائية، كائنات لم تستوعب على ما يبدو دقة اللحظة و خطورة المرحلة، حصد المقاعد بالنسبة لها غاية تبرر كل وسيلة، كائنات لا تخضع لقواعد و لا تلتزم باتفاق و لا تنخرط في مشروع، كائنات نجدها هي نفسها حتى و إن هرمت دائما في الموعد، عند الإنطلاقة برسم كل استحقاق من دون خجل أو أدنى استحياء، يبتاعون من الآن الأكباش و يوزعون الإبتسامة عليهم و السعيد من المواطن في هذا الوقت من أصابته مصيبة وبدون أن يجهر بها، تجد كائنات لنقل وسطائهم يقضون الحاجات و يسددون الفاتورات و لائحة الإحسان الإنتخابي طويلة و عريضة..
مناورات تخفي ما لا تعلن تردد كلاما و تفعل ضده و تنهي عن سلوك و تأتي مثله، بل أفظع منه، تطلع علينا لتعلن نيتها و رغبتها في عدم الترشح و الإنتداب، لنراها بعد ذلك قد تربعت من جديد على رأس اللوائح، متمسكة و عاضة عليها بالنواجد، تخطب في الناس كذبا و بهتانا و أنها استجابت لنداء الواجب و إرادة القواعد التي لا علاقة لهم بها تنظيميا و لا وجوديا و لا مكانيا.
إنها مظاهر سلبية متفشية بقوة في الممارسة السياسية المغربية سواء على صعيد التمثيلية المركزية من خلال الإنتخابات التشريعية أو على صعيد التمثيلية المحلية من خلال مجالس الجهات و الأقاليم و العمالات و الجماعات.
الكاتب مصطفى فاكر الشماعية