“يد الحكاية ” مجموعة قصصية يكتبها لمنار اليوم في حلقات القاص والمبدع المغربي عبدالجليل لعميري ” الحلقةالاخيرة“
موقع منار اليوم الثلاثاء 30 مارس 2021..
الفصل الخامس:
الإبهام.
*(أنا: أرفعكم الى السماء، أو أسقطكم إلى الأرض).
*المصير
1/ الأب
كان الأب موظفا صغيرا بالإدارة التابعة لبلدية تلك المدينة الصغيرة. لكن مكانته كانت كبيرة بحكم وظيفته التي تتحكم في رقاب الناس. الوثائق كانت الحبل الذي يلفه على رقاب المواطنين الزبناء حسب تعبيره. فالوثيقة بين يديه تتحول بقدرة قادر من مزيفة إلى سليمة، ومن سليمة إلى معطوبة. لذلك “فهو يحلبهم حلبا “كما يقول لأصدقائه وهم ينادمونه. ومما يقوله في تلك المناسبات الخمرية ساخرا من صديقه الذي “كسب” بقرة بشراكة مع عمه بالدوار: لديك بقرة واحدة، وأنا لدي مدينة من البقرات تعطيني حليبا خاصا، دراهم بيضاء أو حمراء! هاهاها…
2/ الأم:
ربة بيت، بدون رصيد مدرسي، إبنة خالته. عقد عليها بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، وتوظيفه بالبلدة. كانت هذه الشهادة المنقرضة الآن ذات شأن خلال أواخر سنوات السبعينيات. تزوج ابنة خالته و لم ينجب منها أطفالا، فطلقها وتزوج موظفة تعمل معه. كان يتودد اليها منذ أن التحقت بالعمل معه. وأولدها طفلين: ولد وبنت. وهي أيضا كانت ساعده الأيمن في حلب المواطنين، وخصوصا المواطنات! إمتلك سكنا و سيارة. وكبر الطفلان، لكنهما فشلا في دراستهما معا، ولم يحصل أي منهما حتى على البروفي! يقول خصومه: هذا جزاء من يمتص دماء الناس. ..عاقبته لن تكون على خير!
وهو يجيبهم: طز عليكم (وأكيد أنه لا يعلم بأن كلمة طز تركية الأصل وتعني ملح! ) ربحوا بالشهادات. أنا ولادي يعيشوا معي في الجنة!
3/ الإبن:
هو البكر، أو بكورة هذا الزواج (التبوكير ومبوكر لها معنى سلبي في دارجتنا )،كان يكره الدراسة كرها شديدا. ابتلي بالتدخين واستعمال المخدرات منذ مراهقته. وكاد يهلك ذات يوم لإفراط في تناول “المعجون”. ببلوغه سن الثامنة عشر بدأ يصلي و يواظب على الصلاة. فالتقطه أحد الشيوخ ووجهه للخروج في سبيل الله. قال الشاب: كيف؟ قال الشيخ: خذ هذه الرسالة واتصل بهذا الإسم “أبو هريرة” بمسجد الإيمان بالمدينة الكبيرة. سيوفر لك شغلا وتتعلم الدين بطريقة صحيحة.
4/البنت:
هي عروس الأسرة المدللة. وآخر العنقود، لأن أمها عانت من مضاعفات إجهاض اضطراري بعد ولادتها تسبب لها في مشاكل عويضة بالرحم، كلفها عدم القدرة على الولادة مرة أخرى. لذلك اكتفت بالطفلين. البنت كانت فاشلة أيضا في التعليم، أو لنقل أنها إبنة شرعية لتعليم مغربي فاشل. لم تتجاوز آخر سنة بالإعدادي، ووجدت نفسها أمام فراغ مهول بجسد أنثوي فائر. أسرع والداها لتدبير زواج من أحد الأقارب، مغترب بالديار الإيطالية. سرعانما فشل لأسباب غامضة. هناك من قال أن البنت لم تكن مصونة. وهناك من قال أن البنت كانت ضحية سحر أسود (هل هناك سحر أبيض! ؟) من إحدى القريبات. ووجدت البنت نفسها امرأة بدون زواج. أحس الأب المتحكم في رقاب الناس بأنه فشل في أمر لا يجوز الفشل فيه. وشرعت البنت في البحث عن مغامرات غير محسوبة العواقب، فاصطدمت بوالديها وهربت إلى المدينة الكبيرة. تعلمت الحلاقة، واشتغلت مع صاحبة صالون عصري سرعانما جندتها في الدعارة. وبدأت تظهر عليها علامات الرفاه. لكن علاقتها بوالديها ظلت متأزمة رغم أنها حاولت مراضاتهما بالمال، واقترحت عليهما الذهاب إلى الحج أو العمرة. ثم انقطعت العلاقة لتغيب عن حياة الوالدين نهائيا. …
5/العائلة:
انقطعت أخبار الإبن والبنت، وأحيل الأب على التقاعد، واختارت الأم التقاعد النسبي.
6/الأخبار:
تناولت وسائل الإعلام الورقية والسمعية البصرية والرقمية حادث عملية إرهابية دامية بمدينة إسطنبول التركية، استهدفت العملية مرقصا ليليا، قتل على أثرها عشرات الضحايا. وعثر المحققون ضمن الجثث على ضحايا مغاربة معظمهم نساء وضمن الضحايا جثتان لأخوين: الأخت ضمن زبناء المرقص، والأخ من منفذي العملية! !
*الصديق القديم
في المسيرة الاحتجاجية رأى صديقه القديم! كان في الصف الآخر : يلبس بدلته الرسمية و يعتمر قبعة تدل على مهمته التي جاء من أجلها. …هو جاء للاحتجاج على الدولة التي فرضت عليه التعاقد! وصديقه القديم جاء لحراسة أملاك الدولة ومراقبة مسار المسيرة كما قيل له.
التقت عيناهما :الأستاذ في صف المتظاهرين، وصديقه القديم في صف القوات العمومية، بل إنه أحد المسؤولين على القوة، فاجازته في الحقوق شفعت له في الحصول على منصب محترم في البوليس. أما الأستاذ فبعد عقد من البطالة المزمنة استفادة من التعاقد وولج التعليم.
الشرطي الكبير كان متواضعا في دراسته. والأستاذ كان متفوقا إلى حد ما .لكن الظروف فرقت بينهما، وربما أمور أخرى :بنية الجسم اسعفت صديقه لولوج الشرطة. ..والعلاقات أيضا أكملت الباقي. لم يلتقيا منذ حوالي عشر سنوات.
– الشرطي :ماذا يفعل هذا المجنون هنا؟يفكر في صديقه القديم. يحاول أن يتواصل معه. لكن الأوامر صارمة “ممنوع الاقتراب من المتظاهرين “. يريد أن ينبهه إلى خطورة الأمر “هناك أوامر واضحة بقمع المظاهرة واستعمال العنف عند الضرورة “. كيف أخبر هذا الأحمق؟ !يغمغم الشرطي وهو يعلم أسرار لغة رؤسائه.
-الأستاذ يفكر : ماذا يفعل هذا البليد في صفوف القمع؟!هل نسي كيف كنا نتعامل مع الاواكس؟ وماذا كنا نقول عن المخزن؟ هل نسي ماذا حدث لرفاقنا في الحرم الجامعي؟ !كيف يسمح لنفسه بأن يصبح واحدا من زبانية المخزن؟!
تلتقي نظراتهما فتقول أشياء كثيرة في صمت قاس. لا أحد منهما يسمح ليده بالتلويح أو وجهه بالابتسام!
تتحرك المسيرة هاذرة بالشعارات:”قتلونا عدمونا ولاد الشعب يخلفونا. ..”. وتتحرك قوات الأمن مسايرة لها. وفي لحظة فارقة تنزل قوة جديدة و تعترض طريق المتظاهرين والمتظاهرات، لتحاول منعهم من التقدم. يصرخ الشرطي الكبير محرضا قواته: امنعوهم، لاتتركوهم يتقدمون. …استعملوا القوة. ..أوامر. …نفذوا. ..
و يصرخ الأستاذ لزملائه : اصمدوا. ..لا تتراجعوا. ..اجلسوا على الأرض واجعلوا أجسادهم سدودا في طريقهم.
يلتحم الجمعان وتلعلع الهراوات في اضلع ورؤوس الخلق.وفي لحظة خاطفة يحس بيد صارمة تسحبه من ثيابه، وتجره بعيدا و هي تمنع عنه هراوات الشرطة. …
يرفع رأسه ويفتح عينيه في وجه صديقه القديم الشرطي الكبير بجسده الرياضي الضخم، ينظر إليه ويقول: لا تحاول أن تعتذر عما فعلته. ..طريقي ليس هو طريقك. …
يرد الشرطي : سيقتلونك يا أستاذ. …انسحب واهرب بعيدا. …
– لن أهرب. ..أنت تعرف أن هذا ليس من شيمي. يرد الأستاذ، وينفلت، بجسده النحيل المتعب، من يدي صديقه القديم، ثم يذوب وسط الجموع الهائجة ..
هراوة الصعلوك (1)
سأحكي لكم ما ورطني فيه هذا الصعلوك… هذا الجنوبي الذي ولد كقذيفة مضادة للفساد الاجتماعي. ولد فأرسلوا إليه عبر خادمهم المرض حمى سكنت جسده فأتلفت خلايا الجسد، لكن مخه الصلد قاومها وتصدى لها وظل قادرا على إبداع المقالب وأشكال الاحتجاج ضد كلاب وخنازير هذا الوطن، خرجت الحمى تحت صفير المخ الغاضب، وتركت خلفها بقايا جسد تعلم الرقص على ايقاعات الريح. وهنا ولدت علاقتي بالصعلوك إذ أصبحت آلته الموسيقية التي تنظم حركة جسده الراقص.
ورطاتي الجميلة معه كثيرة إليكم بعضها:
انتدبني الصعلوك سفيرة نوايا الى كتامة*، يومها دققت أرض الريف وجبالة* شبرا شبرا، رافقت الصعلوك في ممشاه ورواحه ومبيته وتعرفت على سحنات متنوعة من البشر الطيب منهم والشرير، مثل ذلك الفقيه الذي أراد طرد الصعلوك ومنعه من المبيت بتلك الغرفة اللصيقة بالمسجد، كنت شاهدة على صموده في وجه الفقيه الأرعن وأصحابه… بل كنت عصاه التي هش بها قسوتهم… لوح بي في الهواء فتراجعوا وسمحوا له بالمبيت بعد ان اخجلهم صموده. صرخت في وجوههم: عليكم اللعنة لا تلمسوا رفيقي وإلا أدميت رؤوسكم، لعلهم لم يسمعوني، فقط الفقيه حدس أمري فتراجع وقدم طعاما للصعلوك وساومه عن السلام، لكن في غفلة من رفيقي وهو يطرد جوعه بما قدموا له من طعام تم اختطافي وحجزي في مكان مظلم لم أتبينه، لكنني تأكدت أنني بعيدة عن الصعلوك وعن مداعبات يده الحانية. تمنيت لو تحولت الى أفعى وانسللت الى جواره لعلي أحميه من غدر الفقيه… ظللت مستلقية تلك الليلة في انتظار يوم آتي.. ولم أسترح لنومتي المغلولة. فقد ألفت النوم واقفة جوار الصعلوك حارسة لأحلامه. وقد مرت الليلة متطاولة إلى أن هل الفجر فسمعت حركة أقدام قربي ثم أحسست بيد ناعمة – ليست يد الصعلوك لأني أعرفها جيدا- تسحبني من الأرض الباردة وتحملني وهي تنوء تحت ثقلي وصلابتي اللذين لا يعرفهما سوى الصعلوك… وانقشع الضوء فعلمت أنني أحمل الى غرفة صاحبي حيث وجدته ينتظر قدومي وهو يتناول فطوره حساء ساخنا تبرع به الفقيه مكفرا عن زلته الليلية. احتضنني رفيقي وهو يضحك ويشاغب الفقيه: جردتني من سلاحي العتيد يا جبان والآن سأقسم ظهرك بضربة واحدة، كان يلوح بي في الهواء.. وتمنيت لو كان جادا في تهديده لأرد للفقيه الصاع صاعين… لكن الفقيه قال كالمستعطف: سامحنا يا أستاذ المناظر خداعة…
*كتامة وجبالة: منطقتان بشمال المغرب حيث جبال الريف
هراوة الصعلوك (2)
وفي حكاية أخرى انتدبني الصعلوك ضمن قوى الفدائيين الخاصة لموجهة العدوان من طرف قوى الماعز المجنون والخنازير المسعورة. وأصبحت انا عصا اللواء الذي يحمل مطالب الرفاق في معركتهم عن المجانية والحق في التسجيل ومتابعة الدراسة. كنت أطل على الأمواج البشرية من عل واهتز مع هدير شعاراتهم الضارية المزلزلة. في ذلك اليوم الناري كانت الأمواج تتلاطم في اتجاه الساحة بمناسبة يوم العمال العالمي لأجد نفسي برفقة الصعلوك ندق بلاط الشارع نحو ساحة المعركة… مررنا قرب نافورة ينضح منها الماء راقصا رقراقا في عز حرارة تلهب الجلود. صرخ الصعلوك: الماء الرقراق يتدفق هدرا و سكان (الكاريان )يموتون عطشا او يتقاتلون على السقايات من أجل سطل ماء… اللعنة عليكم ايها الأوغاد… كنت أظن أنه سيقول شعرا رومنسيا في جمال الطبيعة الاصطناعية لكنه فجر غضبه في الشارع… فالتقط صوته الرعدي شرطي المرور واقترب منه ونظراته الثعلبية تخترقه وصرخ فيه: انت ماذا تفعل هنا قرب النافورة؟ حدجه الصعلوك بنظرة تحدي وقال له متهكما وهو يغازلني بيده الصلبة: أرغب في الاستحمام بهذا الحمام الشعبي…. تنبه الشرطي الى حركة الصعلوك وهو يشد علي متأهبا لأمر ما فتراجع وأجرى مكالمة هاتفية بعيدا عنا بصوت مضطرب وخافت… بعد لحظة توقفت السيارة الواشمة الموشومة على مسافة بعيدة من النافورة، ونزل منها رجلان بلباس مدني كانا ضخمي الجثة وبوجهين تفوح منهما العدوانية… قصدا الصعلوك من خلف ظهره بسرعة البرق واحاطا به… صرخت أنبهه وأحذره من هجوم الوحشين الغادرين.. لكنه لم ينتبه فجرداه مني وألقى واحد منهما بي داخل النافورة… الله على برودة الماء المنعش… انا لا اخاف الغرق… ولكنني حزينة على الصعلوك الذي اقتيد الى الموشومة وأرغم على الصعود اليها بتهمة محاولة السباحة في نافورة عمومية… في الوقت الذي كان فيه الصعلوك يلقى به في غياهب السيارة الترانزيت ظهر بعض رفاقه محاولين انقاذه لكن السيارة انطلقت هاربة من تجمهر الناس… فاشتبك اصحاب الصعلوك مع الشرطي المتآمر ولاحظ أحدهما وجودي في النافورة فقصدني وألقى بنفسه في الماء لاسترجاعي فلاحقه الشرطي محاولا منعه لكنه كان سباقا الي وحملني في يده اليمنى ولوح بي مهددا الشرطي الذي هاجمه معتقدا أنه يفتعل التهديد واذا بي أتلقى امر الهجوم فارتطمت برأس الواشي ليتطاير رذاذ من الماء المغطي لجسدي وقطرات من دم الضحية المجرم… تجمهر الناس وحضر كثير من المخزن واعتقلوني كأداة للجريمة لكن المنفذ كان قد انسل بين الجماهير وذاب…
ماذا سيفعلون بي؟ تلك حكاية اخرى…
*الكابران مرة أخرى
أنزل الكابران عمامته البيضاء (وهي ليست بيضاء تماما)من أعلى قمة رأسه، وطرحها أمامه على الأرض، و أعلن حربه العالمية الجديدة: ضد مخلوقات القمل…وشحذ أسلحته المناسبة لهذه المعركة: أظافره الصلبة الخشنة، و التي تغرق في دماء القمل الفقيد، و يعمل على تنظيفها بمسحها في أي خرقة قريبة منه. يهاجم الجندي فيه ثنايا العمامة، لأنه يعرف تغلغل القمل فيها، ويطارده مطاردة شرسة فيفتك بالأبيض و الأحمر والأسود و (الكشاد) ،و هو يقوم بهذا العمل الجبار منذ سنوات، إلا ان ضعف نظره في الآونة الأخيرة بدأ يشل شراسته، خاصة في وجه “القميلات” الصغيرة التي يعرف أنها ستكبر و تسمن و هي تقتات على دمه…
رغم ذلك مازال قادرا على شن هجوماته الصاعقة، مستحضرا خبرته الحربية، اذ تبدو له العمامة الممتدة أمامه كساحة وغى، كأدغال الهند الصينية. تسكنه قشعريرة التربص والحذر، و تظهر له عيون متلصصة خلف العتمة، تبدو القملة بألوانها كجندي حربائي يترصده، فيدهسها بين ظفريه ،ويطارد الأخريات …يشم روائح احتراق دماء. يقلب العمامة ويظل منغمسا في رحلة الصيد تلك. إلا ان الكبران يتجاهل أو يجهل (لا أدري)أن للقمل مواطنه المحصنة في مكان ما. كان جنود “الشنوى”(هو لا يميز بين الشعوب الصفراء) يعتصمون داخل انفاق ضيقة و عميقة تحت الأرض. اما هذا القمل فأين يتحصن؟ يزيل عن جسده قميصه الطويل(التشامير)، ويظل بسرواله ا”لقنضريسي”، نصفه الأعلى عار تماما إلا من شعيرات بيضاء…فيعلن حربا جديدا. ثم يزيل سرواله ليبقى عاريا تماما (فهولا يعرف شيئا اسمه الملابس الداخلية)….أزالوا عنه كل ملابسه، وشرعوا في مداواة جراحه : في الكتف الأيمن، في الصدر يمينا، وفي الفخذ الأيسر، كان في شبه إغماءة، لكنه يحس ويرى بعض الخيالات…كانت الممرضة تمرر يدها بحنو على جسده، أحس بيدها كقطعة حرير ناعمة…كانت صورتها، رغم ضعف التركيز، توهمه بجمالها و رقتها(انها ملاكه اليس هذا ما يقال عن الممرضين و الممرضات؟)…حين استيقظ كانت أمامه امرأة قاسية الملامح و عصبية، لا تخلو ملامحها من جمال، و حين حاول مغازلتها طار الملاك و خلفه شيطان رجيم و تمنى لو كان قربه سلاحه لأفرغ في فمها بعض رصاصاته لتصمت …
ظل يقاتل و يطارد القمل،”الشينوى” و القمل لا ينتهون…فمن أين يأتون؟ تدخل زوجته و معها احدى الجارات، فتصرخان: واش احماقتي أراجل؟؟ و عين الجارة على الرجل الثالثة للكابران. ينهرهما فتتقهقران، و تنسحبان، لتقول الجارة موشوشة: تبارك الله العسكري باقي يقضي حاجة…
– الله يمسخك ….قالت زوجته، وجرت جارتها الى خارج الدار لتكملا نميمتهما، أما الكابران فظل يتابع معركته المفتوحة …على نغمات الضحكات الماجنة لزوجته وجارتها…