الرئيسية » اخبار » بين مفاوضات ترامب مع حماس وشروط نتنياهو الأسرى الفلسطينيون في قبضة الصراع.. ماذا عن مستقبل السلام؟

بين مفاوضات ترامب مع حماس وشروط نتنياهو الأسرى الفلسطينيون في قبضة الصراع.. ماذا عن مستقبل السلام؟

عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم في ايطاليا
تشهد الساحة الفلسطينية الإسرائيلية تصاعدًا جديدًا في ملف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس، وسط مفاوضات متوترة ومتشابكة بين الأطراف المختلفة، والتي تحمل في طياتها الكثير من التعقيدات السياسية والإنسانية.
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن وجود “مفاوضات عميقة للغاية” مع حماس بهدف إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين، محذرًا من أن عدم الاستجابة لهذه المطالب قد يجعل الوضع “صعبًا وقاسيًا” على حركة حماس، في حين ترك الباب مفتوحًا لإسرائيل لاتخاذ الموقف المناسب. تأتي تصريحات ترامب في ظل احتجاجات متزايدة داخل إسرائيل حول ملف الأسرى، مما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف دقيق.
على الجانب الآخر، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروطًا صارمة لإنهاء الحرب الحالية، من بينها الإفراج الكامل عن جميع الأسرى الأحياء والأموات، تفكيك سلاح حماس، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتشكيل حكومة مدنية لا تهدد أمن إسرائيل. هذه المطالب تُظهر أن السلام لا يزال بعيد المنال ما لم تُحقق تسويات معقدة تشمل الاعتراف الأمني والسياسي المتبادل.
فيما يتعلق بالمبادرات، كشفت تقارير أن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي اقترح خطة شاملة تركز على إطلاق سراح كافة الأسرى كخطوة أولى لإنهاء الحرب، لكن الخطة وُصفت بالهزيمة من قبل القيادة السياسية الإسرائيلية، التي رفضت تنفيذها وفضلت المضي في النهج الحالي.
هذا الرفض يشير إلى تعقيدات داخلية عميقة في إسرائيل، حيث تبدو الحسابات السياسية والاستراتيجية أكثر حسمًا من التنازلات الممكنة في ملف الأسرى، وهو ما يفاقم من معاناة الأسرى وعائلاتهم، ويزيد من غموض مستقبل أي تسوية سلمية.
الأسرى الفلسطينيون الذين يحتجزون لدى حماس، ليسوا فقط أرقامًا في معادلة سياسية، بل هم محور إنساني يعكس الصراع المستمر الذي يلتهم مستقبل السلام في المنطقة. من خلال هذه الديناميكيات المتشابكة بين المفاوضات الأميركية، شروط نتنياهو، والمواقف الداخلية، تظل الحقيقة واحدة: أن ملف الأسرى سيظل أحد أهم العقبات أمام تحقيق أي تقدم حقيقي نحو سلام عادل ودائم.
في ضوء ذلك، يظل السؤال المطروح: كيف يمكن للأطراف المعنية أن تتجاوز هذه التعقيدات، وتبني جسورًا من الثقة والتفاوض تضع حدًا لمعاناة الأسرى، وتمهد الطريق لمستقبل يسوده السلام والاستقرار؟