أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » فاجعة طنجة: بأي ذنب أغرقوا…للكاتب مصطفى فاكر

فاجعة طنجة: بأي ذنب أغرقوا…للكاتب مصطفى فاكر

موقع مناراليوم الثلاثاء 09 فبراير 2021..بقلم مصطفى فاكر

شباب و شابات في عمر
الزهور، لا ذنب لهم سوى أنهم من دروب و أحياء مهمشة من المغرب العميق من عائلات
معوزة، يقطعون الكيلومترات من أجل لقمة العيش في ظروف حاطة من كرامة الإنسان، شباب
و شابات لا ذنب لهم سوى أن حلموا بغد أفضل و أجمل و بكسرة خبز تقيهم مغص الجوع و
الذل و لربما كانوا على السكة الصحيحة قبل أن يغرقوا

رجال و نساء لا ذنب
لهم سوى أنهم كانوا في معمل سرى تحت الأرض لا تحترم فيه معايير السلامة و لأنهم
أبناء هذا الشعب فلا داعي لحداد وطني على أرواحهم
!

سوف تهدأ الضجة
المثارة حاليا كما هدأت ضجات أخرى أكثر فضاعة و بشاعة و في مناطق عديدة من المغرب،
و سوف نستيقظ مرة أخرى على فاجعة مماثلة أو أكبر و أفضع نسأل الله السلامة للجميع.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه و بقوة بعد الفاجعة
: هل سيحترم مسؤولنا
أرواح الضحايا و ذويهم؟ هل ستحترم شاشاتنا و قناتنا التلفزية واجب العزاء و توقف
كل المسلسلات المهترئة و السهرات الموسيقية الرخيصة أربعين يوما على الأقل؟ وهل
ستستقيل وزارة التشغيل و إنعاش الشغل و تقدم اعتذارا رسميا للمغاربة على فشلها في
المراقبة؟ و أين كانت أعين وزارة الداخلية؟ و أين… ؟

إن هذه القنوات كثيرا
ما تتبجح علينا صباح مساء بحقوق الإنسان و حقوق النساء و باليوم العالمي للمرأة و الام.
ألم تعلم قناتنا أن اهم حق هو الحق في الحياة و فقدانه بطريقة بشعة يستلزم معالجة
الأسباب ذرءا لكل كارثة جديدة و إمعان واجب المراقبة و المحاسبة لما يكفل استرجاع
الحقوق للأسر و العائلات المكلومين من هول الصدمة

إنه من الواجب علينا
كمغاربة أن ننكس الأعلام و من الواجب كذلك أن يحس المغربي وهو في بلده بوطنيته،
بأن مشاركه أفراحه و أتراحه و أن تكون مؤسسات الدولة جميعها في خدمته و حمايته من الأخطار
فعلا لا قولا فقط
… 

لقد حان الآوان لأخذ
الأمور بجدية أكثر مما سبق و العمل قدما نحو مستقبل أفضل حتى لا تتكرر مثل هذه
الفواجع التي تدمي القلوب

عذرا عائلتنا، عذرا
ابناؤنا، عذرا امهاتنا، فلم يكن بينكم و بين عمال المصنع بدون تصنيف وزيرا أو إبن
وزير، عذرا فلم يكم بينكم سياح اجانب، اعذرونا فلقد ألفنا المواجع و الفواجع و
ألفنا النسيان، و سننساكم كما نسينا أرواحنا فقدناها في فيضانات كلميم من ذي قبل،
عذرا فأكثر ما نملك ليست سوى قلوب جريحة و عيون دامعة و ألسنة تلهج و تدعو بالصبر
و السلوان قائلة: “بأي ذنب قتلوا؟
 

الكاتب ..مصطفى فاكر الشماعية.