أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » الشماعية سجن حقيقي بدون اسوار؟؟؟….

الشماعية سجن حقيقي بدون اسوار؟؟؟….

موقع المنار توداي ..احمد لمبيوق..03 غشت 2020..
لقد
أصبحنا ومن فرط  التهميش والتفقير نشعر أن منطقتنا سجن حقيقي ولو بدون
أسوار، سجن لمواطنين من درجة أدنى أو لنقل سجناء الأحزان والآلام والمعاناة.
“شمايعن
ستي” هذه الربوع التي طالها الإهمال والنسيان منذ عقود طويلة دون أن نعرف نحن
أبناؤها لماذا يقسو علينا القدر والإنسان، لماذا تستثنى مدينتنا من مشاريع التنمية
الحقيقية، فلا المخططات القطاعية تستحضرنا، ولا البرامج الوزارية تذكرنا، وكل ما
نعرفه أننا مجرد أصوات في المعارك الانتخابية الموسمية حيث يفد علينا أصحاب
الدكاكين السياسية بشتى تلاوينها ليعدوننا تنمية لن تتحقق وفك عزلة لن تزول.
“شمايعن
سيتي “ليس كمثلها شيء في تهميشها وإقصاءها، وهي صورة جلية يستطيع رسمها كل
زائر لهذه البلدة النائمة في احضان المفسدين ، إنه مظهر من مظاهر التحقير التي
تتعامل به الدولة المغربية مع عاصمة أحمر لأسباب نكاد نجزم أنها مقصودة ودواع لم
تعد قائمة، تهميش يسكت عنه منتخبونا وممثلونا بل ويشرفون عليه فعليا.
واقع
مزري نعيشه في هذه الجزء من الوطن، واقع عنوانه الحرمان وسمته التهميش، كشف الستار
عن عدة اختلالات في أداء الواجب وتجاوزات تتم في حق كرامة المواطن في المغرب
المنتفع به..
إن
الدولة المغربية مدعوة إلى احترام مواطني هذه المدينة في كرامتهم، مدعوة إلى إعمال
المواطنة كاعتبار وحيد في تعاملها مع الساكنة والمناطق نريد بنية تحتية حقيقية
تستجيب لحاجيات المواطنين المتزايدة في الطرق والسدود والقناطر، نريد مشاريع
اقتصادية حقيقية وكبرى تشغل أفواج أبناء منطقة أحمر الذين حكمت عليهم سياسة الدولة
بالتشتت في كل أرجاء الوطن، نريد مؤسسات صحية في مستوى الطلبات والتحديات تغنينا عن
التنقل الى المستشفيات المحظوظة في المدن الكبرى، نريد مؤسسات تعليمية مؤهلة توفر
التربية والتعليم لأطفالنا وخصوصا سلامتهم الجسدية والنفسية، نريد جامعات ومعاهد
ومؤسسات عليا تقي أبناءنا عناء التنقل إلى المدن الأخرى خاصة أنهم أصبحوا ضحايا
اغتيالات سياسية.
 مع
استمرار غياب ذلك، سيظل مواطني منطقة أحمر المقصية يشعرون أنهم يعيشون في مناطق
تأديبية جزاء لهم ،وهو ما يجعل المواطن في مغرب الهامش هذا  يغادر في
هجرة قسرية  الى “الوطن” الذي يوفّر له الكرامة عبر توفير
الخدمات واحترام المواطنة، فعبارة “الله اعمّرها دار” التي يسمعنا
المواطنون عبر المغرب لم تعد تعني لنا شيئا في ظل أحزان لا تنتهي. لقد آن الأوان
أن تقطع الدولة مع الفهم القديم والتنزيل الجديد لفكرة المغرب غير النافع، وتكريس
تقسيم المغرب الى مغربين بسرعتين تنمويتين متباعدتين، إننا في مغرب منتفع به، ولا
نريد غير نصيبنا من التنمية التي تحفظ الكرامة الإنسانية. 

في
الأخير، دعوة ونداء إلى الدولة المغربية في شخص كل الوزارات المغربية الى الكف عن
معاقبتنا كمواطنين ، فمنطقتنا التي تعاني تبعات التهميش والإقصاء منذ فجر
الاستقلال، في أمسّ الحاجة الى إنصاف حقيقي وجبر للضرر الجماعي الذي لحقها، ليس
بالامتيازات والعطاءات، بل بالتنمية والرقي بها لتلحق بغيرها من الجهات في بنياتها
التحتية وخدماتها العمومية..