لك الله ياوطني!!!…للكاتب مصطفى فاكر
موقع منار اليوم السبت 27 فبراير 2021.
كثيرة هي الخطب
الملكية و التوجيهات السامية للملك محمد السادس التي تشير إلى تخليق الحياة
السياسية من انتخابات نزيهة و ديمقراطية و دعم الفئات العمرية الشابة و توسيع
قاعدة النساء في دخول غمار المسؤولية و التسيير، و ما فتئ جلالته يبرئ ذمته من
الفاسدين و يحمل كامل المسؤولية لإختيارات شعبه في من سيتولى شؤون البلد، كل هذا
بغية النهوض بأوضاع المجتمع اقتصاديا و ثقافيا و سياسيا، لكن الغرابة و الحيرة هي
أن المواطن سريع النسيان حينما يعطي صوته لأشخاص لا يمتون بصلة للوطن و ليس بينهم
و بين الوطن غير(الخير و الإحسان) الوطن عندهم جيب سخي و بقرة حلوب ضرعها مدرار
يرتشفون من ميزانية الدولة حتى الثمالة و يلفظون خيراته خسا و دناءة، و كأني بهم
نسوا خطب الملك محمد السادس حين شدد في أكثر من مرة على أن الإنتخابات هي فرصة
تمنح المواطنين سلطة القرار في اختيار من يمثلهم، و أن عليهم حسن الإختيار لأنه لن
يكون من حقهم غدا الشكوى من سوء التسيير أو من ضعف الخدمات.
لكن المعطى الجديد
الذي يحز في النفس و يجب التحذير منه و نحن نعيش مغرب الألفية الثالثة هو ما بات
يعرف بلعبة سباق الأرانب، و للأسف أصبح بعض الشباب من روادها و المروجين لها
بخطاباتهم الإندفاعية التي ألفوها لتحقيق مكاسب شخصية بمنطق السرعة القصوى.
إنها لعبة السباق
الجديد، سباق الأرانب الذي ما أن يقترب موعد الحسم حتى ينسحبوا تاركين الساحة
لأولي نعمتهم من الساسة المحترفين من أطياف حزبية أخرى بعد أن فازوا في خلق نوع من
الشرخ الذي ساهم بدوره في إعادة ترتيب الأوراق من جديد و الإفراج عن نتائج غير
التي كانت متوقعة.
هنا تنسحب الأرانب
لتختفي عن الأنظار و بسرعة البرق و هي التي ظلت طيلة مرحلة الإستعدادات و المخاض
العسير تقدم الكلام المعسول و الشعارات الرنانة ظنا منها أنها تعمل على إزاحة من
عمروا طويلا.
أرانب السباق هاته
على إختلاف ألوانها و ايديولوجياتها، تبقى أليفة و لا أنياب سياسية لها ظاهرة
للعيان، لكنها تبقى مسؤولة أمام الله ثم أمام التاريخ و من منحوها ثقتهم على تلك
اللعبة التي لعبتها و أتقنتها بكل احترافية معبدة الطريق للقادمين من هناك بعد أن
أخذت نصيبها من الكعكة و انسحبت.
و نحن على مقربة من
موعد الاستحقاقات و الإستعدادات لها، انتشرت مشاهد و صور و مقاطع فيديو على
الوسائط الإجتماعية سيما مع هذه الجائحة كوفيد19لأناس لم يحلو لهم سوى الظهور
بمظهر المتفننين في اقتناص الفرص و أخذ الصور من مختلف الزوايا، يركبون على مختلف
الأحداث بدون استحياء، حتى آلام العباد و دموعهم لهم فيها نصيبا مفروضا، لا
يكترثون و لا يأبهون لطفل جائع و لا أرملة حزينة، همهم التفنن في القفز على
الأحزان بطعم الإحسان، و منهم من ظهر و هو ينسج خيوط الحملات الإنتخابية المبكرة.
الركوب على موجة الإنفاق بسخاء مدعوما بزبناء كاميرا”شوفوني” لكي يكون
للحدث معنى و دلالات، و لكي لا نسقط في مبدأ العمومية على الرغم من العبارات تضمنت
كلمة “بعض” فهناك شباب و رجال و نساء شرفاء من أبناء الوطن شرفهم و
مواقفهم هي أغلى ما يملكون لا يسألون الناس إلحافا و منهم من انخرط طواعية في
تلبية حاجات العباد دون بهرجة و لا اقتناص الفرص و انصرفوا في صمت، عكس البعض ممن
ارتأوا التشهير بطرب البندير و امتهان الكرامة و التفنن في التقاط الصور و توزيعها
على مواقع التواصل الإجتماعي بنكهة الإنتخابات، و منهم من سخر في ذلك جميع
إمكانياته و ذروعه البشرية لاقتحام الدوائر الإنتخابية لغريمه في حين غفلة منه،
على الرغم أن الدولة حذرت على لسان وزارة الداخلية من الركوب على الأحداث لدواعي
انتخابية.
ألم يحن الوقت
ليستنكف هؤلاء السياسيون الذين باتوا يتكئون على أرانب السباق في حملتهم…؟ ؟ ألم
يان لهؤلاء أن تخشع قلوبهم و يضعون مصلحة المواطن و الوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن
منطق المصالح الشخصية الضيقة؟
إن لم تستحيوا
فافعلوا ما شئتم
الكاتب مصطفى فاكر…