“للا رحمة” نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي..الحلقة السادسة حديث ذو شجون..
موقع منار اليوم الاربعاء 24 فبراير 2021.
حديث ذو شجون…
في
المساء بعد العشاء، انزوت الزاهية مع لآلة رحمة في غرفتها. و ركنتا ينبشان في
خبايا و أسرارالماضي. قالت الزاهية لضيفتها. سبحان الله العظيم ..منذ أن رأيتك مال
إليك قلبي و كأني أعرفك منذ زمان. فعقبت لآلة رحمة ..عندما كلمني عنك أخوك سالم و
قلبي متعلق بك من قبل أن أراك. الحمد لله أردفت الزاهية ،القلوب عند بعضها. وانطلقت
تحكي عن أخيها و عن نفسها. إننا انا وأخي سالم ،لا ثالث لنا، ولدنا هنا في هذه
الأرض، و تربينا في هذا المنزل. سالم الذي يكبرني بأربع سنوات ،تزوج بابنة خالي حادة
،عام رجوع محمد الخامس من المنفى .وهي اصغر منه بعشر سنوات. توفي الوالد رحمه الله
عام المسيرة و بقينا مع أمي إلى أن لقيت
باريها رحمها الله عام 1980.أخي سالم لم يرزق بأولاد فمكثت معه ولم أتزوج رغم
الخطاب الذين تقدموا إلي مرارا .واعتصمت بجانب أخي لأنه بقي وحيدا، و زوجته يعتريها
نصب واصب يجعلها عاجزة على تحمل مشاغل البيت. صمدت في جانب أخي..أساعده في القيام
بكل أعماله، و أشغاله في الفلاحة ،والكسبية، و غير ذلك و ها نحن و الحمد لله بخير و
على خير. هذه أربع سنوات أصيبت حادة زوجة أخي بمرض عضال لم ينفع معه علاج .فوافتها
المنية رحمها الله ،كانت امرأة طيبة صبورة. أنصتت لآلة رحمة لمحدثتها الزاهية بكل إمعان و خاطبتها ممتنة…ما أسعدك أختي
الزاهية كنت بارة مع والديك، و ضحيت بنفسك من اجل الوقوف إلى جانب أخيك، الوحداني
الله يعطيك الصحة .هكذا تكون بنات الأصل. و بدأت هي الأخرى تحكي عن نفسها .. أنا
تزوجت و عمري لا يتعدى 15 سنة .بعد رجوع محمد الخامس بعامين، كان زوجي مولاي احمد
عسكريا مع الجيش الفرنسي. وهو يكبرني بحوالي عشرين سنة. عشت معه على ما كتب الله
أمدا طويلان ورزقنا بولدين، و بنت واحدة. توفي مولاي احمد رحمه الله السنة الماضية
،على اثرمرض مفاجئ. البنت شامة ،متزوجة في لساسفة بالدار البيضاء. و الولدان
متفرقان طلبا للرزق ، بين الشمال و الجنوب .الأكبر عبد السلام مخزني بطنجة ،والأصغر
سعيد يشتغل كتقني في الفلاحة بأكادير. و بقيت انأ ثكلى ،بمفردي لدي راتب الترمل من
صندوق الاحتياط الاجتماعي الذي أعيش به مستورة، و الحمد لله. استمعت الى ضيفتها
بانتباه شديد و عقبت بقولها.. الحمد لله لآلة رحمة أنت عندك صحتك و عندك رزقك و
مرتاحة في خاطرك. ثم ضحكت و أضافت لا يخصك سوى” راجل” يؤنسك و
تؤنسيه.فضحكت و عقبت و انا “الراجل” لقيته. فقهقهت الزاهية دون شعور و
أضافت.. أنت تبارك الله ما زلت فيك الخير والبركة. ها هو سالم أخي إذا رضيت به يصلح
لك و تصلحين له. احمر وجه لآلة رحمة خجلا و أطرقت هنيهة ثم سالت الزاهية.. و هل سي
سالم أخوك ما زال يرغب في الزواج؟ فتابعت الزاهية تؤكد ،انه منذ مدة و هو يتقصى في
القبيلة لكنه ما زال لم يتحقق مسعاه ويعثر على الزوجة اللائقة به.وأضافت متحفزة
،سأقول له عنك إذا كنت موافقة. فابتسمت لآلة رحمة و أطرقت رأسها موشوشة .. إذا كان
ذلك مكتوبا في الرزق فاني لا أجد أفضل من لمتكم. في منتصف الليل بعد استكمال الحديث
الشجي بين الحميمتين .خلدتا للنوم جنبا
إلى جنب . تفقد سالم الأنعام بالحظيرة بعد العشاء. واختلى بغرفته مستكينا، يرقب و
يتحسس ،ما يروج بين لآلة رحمة ،والزاهية في غرفتها من حديث و قد هجره النوم، و بات
يتقلب في فراشه بين الهواجس، وتوقعات ما سيأتي به الصبح من جديد أليس الصبح بقريب.
استيقظت الزاهية كعادتها مبكرا فحلبت البقرة ثم أخرجت الأنعام إلى باحة البيدر. حيث
العلف ،والتبن وعادت توا لتهيئ الفطور. و لما أضحى النهار وضعت الزاهية صينية الشاي
بجانب الطبلية ،ثم نادت على لآلة رحمة التي أطلت تتهلل مطرقة تقول.. صباح الخير
الزاهية .. صباح مبروك .. فسألها سالم ..رقدت مرتاحة..فأجابت الحمد لله وفرت لي
الزاهية كل أسباب الارتياح. وعاودت الزاهية.. مرحبا بك دارك هذه أنت بين اهلك ،و
أحبابك. فأردفت لآلة رحمة.. ترحب بك الجنة الله يطول عمرك