أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » “يد الحكاية ” مجموعة قصصية يكتبها لمنار اليوم في حلقات القاص والمبدع المغربي عبدالجليل لعميري ” الحلقة السادسة “

“يد الحكاية ” مجموعة قصصية يكتبها لمنار اليوم في حلقات القاص والمبدع المغربي عبدالجليل لعميري ” الحلقة السادسة “

            

   موقع منار اليوم 17 مارس 2021..

   *محنة السيد ابن رشد
والسيدة “أتيكة”


    لم يتخيل السيد ابن رشد، وهو يضع قدميه بأرض
أحمر، أنه سيكون ضيفا ثقيلا وغير مرغوب فيه. كان بصحبة السيدة أنيس والسيدة اتيكة
(والعهدة على السيدة انيس الفرنسية التي تنطق 
العين ألفا والقاف كافا) لزيارة السيد جليل وحفدة فدوى طوقان. ..

  في الطريق إلى مكان عرض فيلم المصير سيتعرض
الضيوف  لمحنة غير متوقعة. فقد نصبت متاريس للمراقبة من طرف ملثمين يحملون
أعلاما سوداء كتب عليها:

  ابن رشد زنديق ومارق و خطر على الدين. …

 اندهشت السيدة أنيس وقد اعتقدت أنها داخل مشهد
سينمائي – هي التي تعشق السينما – وسألت السيدة اتيكة بالفرنسية :

 (ماذا يحدث؟ ) فاجابتها رفيقتها: إنهم الخفافيش
يحتجون ضد ابن رشد. …أوقفت السيدة انيس السيارة وهي تغمغم : نوووووونووووو
انبوسيبل(مستحيل). ..!لكن السيد ابن رشد طمأنهما قائلا:
اطمئنا لن يروني. ..

 توجه ملثم إلى السائقة وطلب الأوراق. فتدخلت السيدة
اتيكة للترجمة. ..وقدمت أوراق السيارة لكن الملثم قال بصوت صارم :

 أين هو ابن رشد؟ فاندهشت المرأتان وقالت السيدة
اتيكة: “ليس معنا أحد “، وكانت خائفة من اكتشاف كذبها. فزمجر الملثم:
“أين هو الفيلم يا مدام؟ “.

    فسارعت المرأتان إلى النزول وفتح حقيبة سوداء
كانت مركونة بالصندوق الخلفي للسيارة ، وأخرجت إحداهما قرصا مكتوب عليه:
“فيلم المصير “ليوسف شاهين. ..وقدمته إلى الملثم. …فانسحب بسرعة وأمر
عصابته  بإزالة الحواجز والسماح للسيارة
بالمرور نحو مكان العرض بإحدى المدارس.

   بعد الوصول كان السيد جليل وحفدة فدوى طوقان
ينتظرون الضيفتين. …استقبلوهما بحفاوة، لكن الضيفتين المرعوبتين حكتا ما وقع
لهما بألم. …تألم السيد جليل وحفدة فدوى طوقان لما وقع، وخرجوا في مسيرة
احتجاجية بحثا عن الملثمين الخفافيش. …وكان السيد ابن رشد فرحا بالشباب
المدافعين عنه وهم  يرددون :

   هذا عار هذا عار الفكر في خطر. …علاش جينا
وتلاقينا ابن رشيد اللي بغينا. …

وكانت السيدة
اتيكة الفرنكوفونية الأنيقة التي يفوح منها العطر الباريسي تعيش محنتها الخاصة:
البحث عن مرحاض نظيف لتنظيف مثانتها
. ..

 

 

                                      الزيارة
   كانت البلدة غارقة في رتابتها وتعفنها الذي
نصبه لها النصابون المتحكمون في رقاب أهلها المستسلمين لقدرهم. الكلاب الضالة
تتسكع في طرقاتها وأزقتها وتملأ ليلها نباحا   
ودروبها برازا تسكنه ألوان من الأمراض الفتاكة. “الكرارس”
المجرورة بالأحصنة أو البغال تهدد سلامة المارين بشوارع البلدة حيث تزرع
البهائم  في الطريق روثها ذي الروائح
الكريهة.

  هذا حال بلدتي دائما تقريبا إلا إذا انضافت
للمشهد أمطار غزيرة فإنه يصبح أكثر مأساوية بانتشار برك الماء وانقطاع الطريق
والكهرباء
. …
    وفي هذا الصباح شوهدت زرافات من العمال
وأنواع من آلات الحفر والجرف وأنواع من الأشجار والمغروسات على طول الشوارع الكبرى
للبلدة. ..وبدأ وجه البلدة يكتسي ألوانا جديدة وظهرت بعد ساعات أشجار النخيل و
الحامض و أغراس الورد الملون واختفت معظم الحفر التي كانت تتراقص في طرق البلدة.
..

  
وفي مساء تلك الليلة بات الناس بدون أن تزعجهم أصوات الكلاب الضالة. لقد
تعرضت الكلاب لمذبحة جماعية رميا بالرصاص وذلك لأن أحد أجدادهم منذ سنوات ارتكب
جناية اعتراض الموكب الرسمي للزيارة الملكية. وكانت يومها فضيحة إعلامية سجلت
كوصمة عار في جبين المسؤولين. ..ومخافة ان يكرر حفدة ذلك “الكلب
الملعون” نفس الجريرة فقد قرر كبار القوم إعدام جميع كلاب البلدة
. …

*محاكمة( 1)

      أيقظتني هذه القصة في هزيع الليل
الأخير. جاءتني في شكل مغص  بمثانتي. فانسللت من فراشي ولسعات البرد تستقبلني
بسياطها. دخلت المرحاض وافرغت ما بمثانتي. غسلت يدي بماء ساخن ونشفتهما، ثم أحسست
بالقصة تجرني نحو مكتبي، حيث أضع دائما أوراقا بيضاء، يرقد بجوارها قلما حبر: أزرق
وأسود وقلم رصاص
. ..
قالت: أريد أن أناقش معك موضوعا مهما.
قلت: اللهم أسمعنا خيرا. ..حاضر. ..
قالت: أريدك أن تتوقف عن كتابتي نهائيا. ..
لماذا؟ “صرخت من المفاجأة. “بهدوء من فضلك. مزاجك العصبي لا يناسب
الحوار “عقبَت. قلت: عفوا. ..لم انتظر أن تتخلي عني بهذه السهولة. ..”لم
أتخل عنك ولكنك لم تعد مخلصا لي. ..أصبحت تغريك ذات القد الذي تتوهم انه ممشوق…
لقد ضبطك أكثر من مرة تحلم بها. أصبحت تغريك بلمعان بريقها الذهبي. تلك المترهلة
البدينة الثرثارة. …ضحكت بصوت مسموع وانتبهت إلى  أن الكل نائم وكتمت رغبتي
في الضحك. فزمجرت: اتسخر مني أيها الكاتب المتصابي؟ ” عفوك صغيرتي الرشيقة
العصبية تضر بصحتك السردية وتشوه لغتك الجميلة. ..ما معنى كلامك هذا؟ هل تغيرين
علي من تلك البدينة؟ قالت بكبرياء: أنا لي عشاقي ولن أعدم كاتبا مخلصا يهتم بي
ويرعاني ويبدع في كتابتي. ..هل تعرف الشيخ بوزفور؟ قلت: أستاذي في المعرفة.
..”هل أنت أفضل منه؟ “قالت، قلت: أنا مجرد كاتب صغير وفخر لي أن
تقارنيني بسندباد القصة المغربية. ..”تواضع زائف” قالت، وأردفت: هل تعلم
جوابه عن سؤال: لماذا لا تكتب البدينة؟ لقد قال: ولماذا أكتبها؟ جواب ديبلوماسي
لكنه يشي بحبه لي وحدي. …” أليس من حق الكاتب أن يكتب أنواعا أخرى من
الإبداع؟ ألستم انتم أنواع الإبداع الأدبي من عائلة واحدة؟ إنكم إخوة فلماذا
تغيرين من الرواية؟ ردت بقلق: الكاتب لا يعرف إلا بنوع واحد يتميز فيه و يبتكر
فيه. …انظر الى يوسف ادريس رغم أنك تشبهه في خيانته لي كتب  المسرح و
البدينة ولكن  لم يبق منه إلا أنا. …”عفوا انا لا اتفق معك فللكاتب
الحق والحرية في الكتابة بجميع ألوانها. …ومن يمنعه من ذلك يحسب على أعداء
التعبير فهل أنت عدوة للتعبير؟ وانا الذي كنت اعتمد عليك في قول الحقيقة ونقد
عيوب  الواقع
. ..
انت تبرر خيانتك. ..ما يغريك ويغري غيرك في البدينة هو المال و الجوائز. …و
ما يحدث لي هو ما حدث للشعر حين هرب الشعراء إلى المترهلة خوفا من كساد المبيعات.
وتركوا الشعر كما تركتموني للمبتدئين و المتسلطين. ..”ما العمل اذا أيتها
الرشيقة وأنا كما تعلمين أعشقك؟ قلت مستسلما 
لها…”أخلص  لي لأخلص 
لك ” قالت. …هل تسمحين لي بكتابة ما جرى  بيننا 
في هذه الليلة الباردة؟ عربون إخلاص. …قالت: دعني أفكر وفي الصباح
سأجيبك. …..

*محاكمة (2)

   في درج المكتب، الذي أجريت فوقه حواري مع
القصة القصيرة، كانت ترقد مسودة “للمترهلة “كما تسميها القصة، بدأت
كتابتها قبل سنوات خلت، و قد تلصصت على حوارنا من ألفه إلى يائه. نادتني من عمق
الدرج: أيها الكاتب المراوغ أخرجني لأكلمك أو ألكم.

كان البرد القارس قد أخذ مني مأخذه، و لم تكن لي رغبة في المزيد من النكد خلال
هذا الليل البارد. كنت أرغب فقط في العودة إلى فراشي لأنعم ببعض الدفء، وأنا أتذكر
ألم من لا دفء لهم
!
و فكرت: ماذا لو عادت تلك القصيرة وضبطتني متلبسا بالحوار مع عدوتها اللدود؟
أكيد ستحدث معركة عنيفة تشبه معارك نساء بالحمام العمومي. ويسيل مداد كثير أقصد
دماء كثير
..!
و رغم تخوفي فتحت الدرج و أخرجت كراسة كتب على غلافها بلون أسود فاحم:
“ولد الحرية “، وأسفل العنوان: مشروع رواية عن خالي. ..وقفت تلك الشبيهة
بالرواية وصرخت في وجهي: أصبحت تسايرها في كلامها وتنعتني بالبدينة. وتسميها
بالرشيقة! تلك المريضة بالأنيميا، البخيلة في سردها ووصفها وحوارها. هل تعلم ان
عشقك المنافق لها هو مجرد عجز عن كتابتي أنا؟! أنت تكتبها لأنها “اتان الأدب
” و الجدار القصير. ظللت صامتا وهي ترغي و تزبد. ثم قاطعتها: سيدتي. ..هل تغيرين
منها؟ أليست أختك الشقيقة؟ ألستما ابنتا الحكي بكل خلاياه الوراثية؟ و ما العيب في
أن يعشق كاتب ما كل أنواع التعبير والكتابة؟
!
   عقدت ما بين سطورها
السردية المدثرة بالوصف والحوار، و زمجرت: التعبير مقامات، وعلى الكاتب احترامها.
أنا سيدة الزمن الحديث. ألم يسم النقاد الزمن باسمي:

 زمن الرواية؟ ! ألم أحطم كل الأرقام في النشر
والفوز بالجوائز؟ ألم أرتبط بأعظم أسماء المبدعين في العالم؟ دوستيوفسكي، كافكا،
ماركيز،  منيف، محفوظ، كنفاني. …روائيون كبار. …ألا تخجل من مقارنتك لي
بتلك النحيلة العجفاء! ؟ أنا أقدم للقارئ المتعة والمعرفة عبر الصفحات و ساعات من
القراءة. ..أما هي فمجرد “ساندوتش “مغشوش لا يسد رمق الجائع! بل إنها
تشبه البضائع غير القابلة للاحتفاظ بها تستعمل مرة واحدة وترمى مع القمامة
!
!
عفوك، قلت، هذا تجني على لون تعبيري له مكانته وجماليته وعليك أن تعترفي
بالمنافسة بينكما بروح رياضية. وما عليك فهمه هو أن الكاتب الملتزم يقاتل من أجل
حريته، و عليك أن تتعايشين مع رغباته واختياراته المتنوعة. ..أما مسألة العجز
والسهولة فهي أمور نسبية! فالكتابة فعل شاق، ولا يقاس بالطول أو القصر ولكن
بالشحنة النفسية والإحساس الصادق والرؤية الوجودية العميقة التي يبثها الكاتب في
موضوعه
. ..
قالت: هراء، أيها الكاتب الكسول، عليك ان تفتح عينيك وتنظر إلى الحقيقة: ماذا
جنيت من “وسطاك “غير الفتات؟ كم بعت من نسخة؟

  يا لحقدك الكريه، قلت، هل تعلمين أن الأمور لا
تقاس بهذا الشكل؟ الكتابة مسؤولية ومهمة نبيلة، لقد قمت بدوري الذي هو الكتابة
المنحازة، أما النشر والربح فهو أمر مرتبط بأزمة المجتمع وأزمة القراءة و
أزمة  تدهور القيم … أليست هذه هي مضامينك؟ ! فلماذا تتنكرين لها! ؟

ومع هذا فالصلح خير، لماذا لا نعقد صلحا بينكما؟
أنتما بمثابة عيني الكاتب. …فهل يعقل أن يتخلى عن واحدة ليحتفظ بواحدة! ؟ ما
يمكن ان يقوله الكاتب في القصة قد لا يناسب ما يريد قوله في 
الرواية…والأمر نفسه في جميع أنواع التعبير
. ..
قالت: مع ذلك فأنت منحاز لأنك لم تنجح في كتابتي وعليه سأمنحك مهلة. تخلص من
كسلك و أكملني ويومها ستغير رأيك في الموضوع. ولن تحتاج لعين ثانية غيري
.
..
وانغلق الكراس في وجهي وسمعت صوتا يقول: أعدني إلى الدرج فعزلتي أرحم من هذا
النكد
. …
نفذت أمرها، و أعدت الكراس إلى الدرج، وانسللت نحو فراشي لأعانق بعض
الدفء…..
 

*محاكمة (3)

     في صباح اليوم التالي استرجعت ما
وقع لي مع القصة و الرواية. خصام لم أجد له حلا وعليه أن لا يظل معلقا. ففكرت
في  إشراك طرف ثالث في الموضوع، طرف له قيمة اعتبارية و مكانة محترمة تساعدني
في الضغط على المتنازعتين. ترى أين سأجد هذا الطرف الثالث؟ فكرت في أعماقي. فسمعت
صوتا قويا آتيا من جهة مكتبتي الخاصة حيث ترقد عشرات الكتب
:
أين ستجدني؟! ألا تخجل من طرح هذا السؤال؟
 ولماذا أخجل؟ قلت. فاحتد
صوته: لأنني موجود في كل شيء وفي كل مكان. أنا الشعر. أوجد في الجمال كما أوجد في
القبح، في الفقر والغنى، في الفرح كما في الحزن، في الصحراء والبراري
.
..
عفوا، قلت، أنا أعرف هذا ولم أقصد الإساءة، بل أنا أقصدك لأطلب وساطتك.

وساطتي؟! قال، في ماذا؟
 في أمر خاص متعلق بالقصة
والرواية
. …
 ما بهما؟ ألا يكفيهما سرقة
النجومية مني؟

إنهما تتصارعان وتدعي كل منهما أنها الأفضل والأحق بالكتابة رغم ما قلته لهما
عن حق الكاتب في الكتابة المتعددة والمتنوعة
. …
اقترب مني ديوان شعر بألوان زاهية كتب عليه : عيون القصيد: نماذج من الشعر
العربي عبر العصور “وجلس إلى مكتبي، وقال: أولا أريد أن  أسألك: لماذا
لا تكتب الشعر؟ هل تحتقره؟ قلت كالمعتذر: حاشى أن احتقرك. …بل إني أخافك وأحترمك
لهذا  لا أحب التسلط عليك. …أتهور أحيانا وأكتب ما يشبهك لكن أحتفظ به
لنفسي
. ..
ضحك وهو يطلب مني نموذجا: اليوم من حقك أن تقول الشعر ولا أحد من حقه أن يمنعك
أو يحرمك. …تفضل
. ..
قلت بتضرع: أرجوك ارحمني. … (صمت) وأذعنت لأمره: هرم المناضل /أكله
الندم/وهو يشرب دمه. …تضرب الحروف عن الكتابة / تهزل الكلمات /ويتبخر النص
!
قهقه الديوان وقال: لابأس الكل أصبح يكتب شعرا أو ما يظن أنه كذلك. قل لي ما
أمر الضرتين؟
!
قلت: كل منهما تتهمني بالتحيز.
أنا نفسي كنت منزعجا من إهمالك لي. …كل إبداع يحب أن يحظى
بالاهتمام من طرف المبدعين
. …
قلت: أنا لا أهملك وإنما أتهيبك وأهتم بك من جانب آخر له نفس الأهمية :النقد.

قال في فرح: أعرف ذلك. …أعرف حبك لشعر درويش وطباقه. ..و وتريات مظفر
ولافتات مطر وقصائد المتنبي وأبي فراس. وأما اهتمامك بالقصة والرواية فهو غير
متكافئ بينهما فأنت اميل إلى القصيرة وعليك بالعدل بينهما، وإن كنت أجدك تستعير
لغتي لتبني نصوصك. و هذا عتابي عليهما فكلاهما لا تعترف بوجودي في لغتيهما وكل
منهما تعميها الشهرة وتنسى أنني ديوان العرب. والقريب من القلب. ..ومن الشباب.
..فأول كلام الحب قصائد. …وأول تمارين التعبير شعر
. ….
ولكن – قلت- سامحني إن قلت لك بأن زمنك قد ولى وأصبح زمن الرواية هو السائد،
لأنها تستوعب العصر الحديث ومستجداته
. …
قال كالمحتج: ومن قال لك أن الشعر لا يستوعب العصر الحديث؟! المشكل في الشاعر
أو المتشاعر الذي يريد أن يكتب عن حذائه وعن تصفيفة شعره و لون نظاراته. …بعيدا
عن قضايا أهم والصق بالحياة
. ….
قلت: وماذا تقترح علي لإصلاح ذات البين بين الضرتين كما تقول؟
 الكتابة تسع كل الأنواع.
….وما عليك سوى أن ترضي القصة والرواية بالتوفيق بينهما لأنهما من أصل واحد. و
أقترح عليك أن تكتب رواية عن الأجناس الأدبية الأخرى وضمنها القصة.