أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » “للا رحمة” نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ..الحلقة السابعة ..قصعة الكسكسي.

“للا رحمة” نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ..الحلقة السابعة ..قصعة الكسكسي.

موقع منار اليوم الخميس 25 فبراير 2021

قصعة الكسكسي

بعد الانتهاء من  الفطور خرج سالم إلى زريبة الغنم. فالتحقت به
الزاهية متخفية و حازته إلى ركن ركين،و أخذت توشوش له.. كنت تبحث على امرأة في
القبيلة تتزوجها ،ها هي “جابها لك الله بين يديك”. لقد كنا انا و لآلة
رحمة نتجاذب أطراف الحديث، فقالت لي أن زوجها توفي السنة الماضية و هي تصغره
بحوالي 20 سنة و كما ترى فإنها ما زالت تحافظ على لياقتها الصحية ، و حسن بشارتها
و كأنها لا تتجوز عقدها الخامس .و قد استشرتها 
.هل يمكنها أن تتزوج بك؟ فأجبتني،لا عيب في ذلك إذا قبلت بها. تهلل وجه سالم
و عانق أخته مرددا. الله يحفظك. اللهي حفظك. اطلب الله أن لا يحرمني منك فأنت عمدي و
سندي بعد الله . قولي لها إني مستعد لأتزوجها إذا قبلت بي على سنة الله و رسوله. بعد
ذلك تسللت الزاهية، و رجعت مسرعة إلى غرفة الضيافة .حيث وجدت لآلة رحمة متحيرة
،تنتظرها ،وسألتها إلى أين ذهبت؟ تركتني و حدي ،كنت أود الخروج معك. جلست الزاهية
بجانبها و أخذت توشوش لها..كنت هنا في الزريبة مع أخي سالم . لقد قلت له عن الزواج
بك فاستبشر، وفرح اشد الفرح . وقال انه مستعد ليتزوجك بإذن الله . فعانقت الزاهية
عناقا حارا، وهي تردد الله يكمل بخير إن شاء الله. فوقفت الزاهية و أطلقت زغردة
ثلاثية حارة و دعت الله  التيسيرفي  هذا الزواج 
و يجعله مباركا سعيدا.بعد ذلك التحقت الزاهية رفقة لالة رحمة بالمطبخ و
أطلعتها على المواعين و الأواني و شرعتا معا في تحضير السميد، و الخضر، و اللحم
،والتوابل لإعداد الكسكسي. كانتا مشغولتين في تهيئ و طهي الطعام،و لا تفتران عن
الكلام ،و تبادل المشاعر، بمناسبة الحدث الجديد المرتقب.بعد الظهر كانت قصعة
الكسكسى جاهزة موضوعة مغطاة على المائدة. نادت الزاهية على سلام الذي كان جالسا
على مقعده الحجري أمام الباب. تلقته الزاهية عند دخول غرفة الضيافة بقولها مرحبا
بسي سالم الكسكسى من أيدي لآلة رحمة تفضل يا أخي هنيئا مريئا. فتقدم سالم و انحنى على
راس لآلة رحمة و قبله.فاضطربت و أردفت تنحني على قبر سيدنا النبي ان شاء الله.
جلسوا جميعا حول المائدة فأزاحت الزاهية الغطاء عن القصعة و فاحت رائحة الكسكسى
الشهية. فانهمك سالم يتابع اللقيمات متلذذا و مرددا ..تبارك الله على الزاهية و
لآلة رحمة فعقبتا معا : “بصحتك و راحتك سي سالم تساهل كل خير”…