“يد الحكاية “مجموعة قصصية يكتبها لمنار اليوم في حلقات القاص و المبدع المغربي عبدالجليل لعميري..الحلقة الثانية..
موقع منار اليوم 05 مارس 2021.
(
طاقية الاخفاء )
هي
الحياة هكذا…تسير بالعكس …تعاكس احلامي الصغيرة…تعاكس رغبتي البسيطة…انا
بين مطرقة وسندان :
*المطرقة :
يكره الكتابة والابداع …يكره ان يراني قوية او متألقة…يغار علي من كل
شيء ومن كل الآخرين…شهرياري في تفكيره…وفشلت ان اكون شهرزاده…فشلت فيما نجحت
فيه الجدة شهرزاد…لسبب خارج عن إرادتي: شهريار كان يحب الحكايات لذلك استطاع ان
يعالج ويشفى من عقدته، لكن رجلي هذا …المطرقة
يكره الدواء ..يكره الحكايات…
*السندان :
وجه قصة حب قديمة…ثابت في أرض
الحكاية …عاشق للشعر والكتابة والإبداع. .. يحررني من تسلط المطرقة ولكنه يعمق
ألمي بالفقد اليومي الذي أعيشه وأنا ممنوعة من الكتابة والإبداع والبوح…يشجعني
على التمرد ويلبي غروري في الكتابة …
*انا :
لأتحرر من المطرقة تقمصت اسما مستعارا، هوية مزيفة لأكتب وأبدع وأتواصل مع
أصدقاء وصديقات من كل مناطق العالم…أكتب بسرية تامة عن رقابة المطرقة و بتشجيع
من السندان…لكني لا أستطيع ان أصرخ وأعلن أن هذه القصائد هي قصائدي …و ان هذه
الكتابات هي إبداعاتي…لا أستطيع ان اقف أمام الجمهور لأقرأ قصيدة …لأنها ليست
لي … هي للاسم المستعار.. الاسم المزيف الذي لا يعرفه سوى السندان…هذا المتربص
بأحلامي دوما الذي يسرقني من احضان اطفالي وزوجي . هذا الحبيب الذي ضيعته في دروب
الحياة أحاول استرجاعه سريا عبر الإبداع …هل هو صادق في تشجيعه؟ ام انه يتلاعب
بدمية كان يمتلكها في الزمن القديم؟؟
*ضيوف :
أفتح الباب خارجا نحو المقهى…تستقبلني قطة برفقة هريرين. أغمغم
“أكلني السلام هذا الصباح”؟
وفي طريق عودتي من المقهى تبضعت للضيوف :
علبة سردين كبيرة. بعد فتح العلبة وضعت نصفها وسط إناء بلاستيكي وقدمتها
للأم. شمت الأكل وشرعت في المواء :
-“بنين وخانز.. بنين وخانز” كما
ظننت…
ليظهر الهريران وهما يتسابقان نحو الأم.
تنحت القطة جانبا وتركت الصغيرين يهجمان
على الوليمة، أما هي فظلت تراقبهما في ارتخاء عجيب….
ضيفة:
فتحت الباب خارجا نحو المقهى كالعادة …رن هاتفي :
-“لقد وصلت ضيفتك “لالة وسطى
الأباخس”….
– مرحبا. قلت….فرحت المدام والأطفال
بضيفتنا الأنيقة…تركتهم وتسللت إلى الخارج. .. عدت ومعي غذاء احتفال
بالضيفة…مررت بضيوفي القدماء: بالقطة والهريرين…كانت رائحة الأكل الطازج
تفوح…
ماءت القطة : “بنين وزوين…زوين
وبنين…”كما تخيلت…
تحلقت الأسرة حول الوليمة فرحين بالضيفة
الجديدة….وكان للقطة والهريرين نصيب من البنين الزوين.
كتب ..القاص والمبدع عبدالجليل لعميري الشماعية