“للا رحمة نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ..الحلقة الراغبعو..”عودة سالم”
موقع منار اليوم 20 فبراير 2021.
عودة سالم
نزل سالم من الحافلة ،ووطأ الأرض متمهلا
،واتجه نحو مسكنه الذي لا يبعد إلا بحوالي ألف متر عن ملتقى الطرق. تراءت له
الزاهية مع البقرات بباحة البيدر، تسوسها لتورد في الجابية بعد أن رتعت في المرعى.
التحق بأخته و سألها عن أحوال الماشية
،فطمأنته على أنها على ما يرام. ثم سألته بدورها عما قال له الطبيب، فأكد لها بان
حالته الصحية تحسنت و لله الحمد. فدعت الله أن يحفظه و يمتعه بالصحة ،والعافية،
وأخبرتهبأنها تنتظره بالغذاء. جلسا معا في بهو الدار أمام المائدة الصغيرة ،
وأزاحت القشيب عن الصينية ،وقدمت له الشاي،و الخبز، و الزبد البلدي. تربع سالم
،وشرع يتناول ما قدم له على مهل، و أختهجاثية بجانبه تؤنسه. فسألته كيف كانت ظروف
السفر في الذهاب، و الإياب، و هل التقى بأحد من أهل البلدة.
أجابها
بالنفي ،لكنه استدرك قائلا : حين ركبت الحافلة، في سيدي علي ،جلست بجانب امرأة
دكالية ذاهبة إلىالدار البيضاء، قدك في السن تبدو عليها سمات الشرف و المروءة. و
قد تكلمت لها عنك ودعوتها لتزورنا عند رجوعها من الدار البيضاء لكي تتعرف عليك.
وسنتلقاها صباح الأربعاءأمام حانوت عباس. استبشرت الزاهية خيرا بقدوم هذه الضيفة
،و أكدت على سالم أن يستجلب غدا من السوق كلما ستحتاجه لاستقبالها، و إكرامها لان
الناس يقولون :انأهل دكالة معروفون بالجود و الشهامة. و من يومه و الزاهية
تشتغلعلى قدم و ساق، في إعادة ترتيب البيت ،وتنقيته و تزيينه ، وخاصة غرفة الضيافة
.حيث فرشت الملحفات الناعمة المتهدبة،، و صففتها بجانبأضلاع الغرفة، وحطت في وسطها
مائدة مستديرة ،مكسوة بثوب بني مزركش بالطرز الأسود الغر. صباح اليوم الموعود، بعد
صلاة الفجر، طهت الزاهية في الملة و هيأتأشكال الفطائر النوعية. مع طلوع الشمس
ولجت متجردة إلى الحظيرة ،فحلبت البقرة الصفراء حتى امتلأ حلاب الفخارالعتيق.أخرجت
المواشي إلى باحة البيدر، قبالة جفاني العلف و التبن.أما سالم فمنذ الهزيع الأخير
من الليل لم يغمض له جفن.يترقب بلوج الصبح ،و ينتظر إطلالة الضيفة الجديدة في هذه الصبيحة