
هل ستظل مظاهر الفساد بعيدة عن يد القانون بالجماعة الترابية سيدي شيكر بإقليم اليوسفية ؟
ظلت الجماعة الترابية سيدي شيكر بإقليم اليوسفية على عروشها خاوية رغم التطورات التي يعرفها التاريخ المغربي الحديث…ورغم التحركات التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس والمنجزات الاجتماعية والاقتصادية التي تحققت على يديه الشريفتين ،لرفع الضرروالاقصاء عن طبقات الشعب المغربي عبر ربوع المملكة، الا ان هذه الرسالة لم يتوصل بها امبراطور جماعة سيدي شيكر ،الذي تعود على حرث البلاد والعباد، من دون ان ينتج مخططات التنمية التي ينادي بها عاهل البلاد في أكثر من خطاب سامي، فظلت الساكنة تعوم في ظلام جهلها ،وغياهب فقرها ،من خلال تفاحش عدة ظواهر انتشرت في جسم الجماعة البئيسة ودواويرها الى ما لا نهاية ،التي لا زالت ترابط وسط واقع مؤلم رغم توفر الامكانات ، فبالأمس القريب كان الجميع وخاصة الشباب العاطل والمهمشين في الدواويرالمجاورة يعقدون آمالهم على شخص عراب الجماعة، اعتقادا منهم في كونه يملك خاتما سحريا ، وان استبعاد الرئيس الاسبق هو الحل لجميع مشاكل الجماعة ،الا ان كل القرائن تفيد بأن هذا الكائن لن يختلف عن سلفه في شيئ ،سوى مزيدا من الاقصاء وتردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والرياضية والثقافية وهلم جرا وفتحا ورفعا ..سيما انه ضالع في سلوكات وممارسات انتهازية ،ومن تم قد يسهل عليه الايقاع بالمجلس في نفس التجربة ،وان اوضاع البلدة ستزداد سوءا ،اذا لم تتحرك الجهات المسؤولة ،لإجراء التحقيقات اللازمة مع هذا الكائن الانتخابي الذي ازكمت رائحته الانوف وافاضت الكؤوس، الذي اعتبر مجرد وسيلة لضمان وسائل رزق قارة ،كلما اتت مناسبات الحلب .
لقد تمنى الجميع ان تخرج سيدي شيكر من عهود التهميش وان يخلصها الله من النهب والسلب
والتدليس والتلاعبات والاختلالات الفاضحة ، لكن قدرها المأساوي فرض عليها ان تظل مسبية ومستباحة، من طرف كائن انتخابي افقد العمل الجماعي مدلوله،واستباح كل شيئ بها في ضرب صارخ للقانون التنظيمي113/14 المتعلق بالجماعات الترابية ومقتضايته وفصوله القانونية التي سنعود لإثارتها لاحقا .
فالزائرلهذه الجماعة المنكوبة يلاحظ مظاهرالبؤس بكل تجلياته فيها ،ويلاحظ ايضا انها تخاصم التطوروالتوسع و التنمية ، حتى اضحت بؤرة متأججة ومرتعا خصبا لكل اشكال وانواع الفساد، واستأسد فيها رهط عمل على استنبات واقع اجتماعي يتسم بالغبن والاحباط ،مما زاد في تمييع وافساد الحياة السياسية وتفاقم وتردي الاوضاع المعيشية لأغلبية ساحقة من قاطنة هذه البلدة الظالم مسيرها والغارقة في اوحال البؤس والمهانة وعمق الفوارق الطبقية ،ليجد المواطن المغلوب على امره نفسه منخرطا في تكريس وانتاج ثقافة ادارية سوقية مبنية على عقلية تحكمية بيروقراطية تفتقرالى طابع التواصل المتحضروخدمة الوطن.
جماعة متخنة بالجراح والقروح تجرخطاها في صمت ،وحصارأضرب بإحكام ،ما اصبح فيه
الحديث عن جماعة سيدي شيكر ضربا من ضروب الجنون ،لكن بالمقابل سار صاحبنا الذي ضاق عسلها على نهج سلفه، فبدت النعمة على وجهه بعدما كان شاحبا ، بفضل ما اكتسبه خلال هذه المدة
الوجيزة ،وابقاءالساكنة في خانة التهميش بعيدا عن طريق التنمية المجالية التي دعا اليها ملك البلاد المفدى .
بنية تحتية قلما يمكن القول عنها انها هشة ورديئة ،مما يطرح سؤالا عريضا حول سلامة الصفقات والميزانيات التي انفقت في شأنها،لقد استهترت سيدي شيكر المندوبة حظها زمنا طويلا برموز الفساد، ومورست عليها أشكال وانواع “الحكرة” وعلى ساكنتها من طرف مسيريها، الذين استنزفوا خيراتها وجعلوها موردا قارا لهم ،وهاهي اليوم تعيش سلخا وفسادا آخر ،لا يقل ضراوة من السابق ،ترى من له المصلحة في السكوت عن هذا الواقع الذي تحياه الجماعة ،ومن وراء هذا العبث الذي اضركثيرا البلاد والعباد ؟
والى حد كتابة هذه السطور،ومن خلال تتبعنا للشأن الجماعي بسيدي شيكر ،لا يوجد حتى الآن اية خطة عمل وبرنامج عام للاقلاع بالجماعة ،يأخد بعين الاعتبارالمشاكل الحقيقية للجماعة ومستقبلها ،ومن تم يتأتى لنا جازمين ،ان الاوضاع ستزداد ترديا ويبقى الوضع على ما هو عليه الى اشعار آخر،وحتى يثبت العكس فإن” موقع المنار توداي” يضع نفسه رهن اشارة السكان من اجل فضح جميع الاساليب والانحرافات الممارسة عليهم ،وبأن لا يتوانوا لحظة في القيام بالتصدي لأي تلاعب والتشهير بأي عمل يلحق الضرر بمصلحة الجماعة وساكنتها .