الرئيسية » الارشيف » المؤسسات الصحية بجهة مراكش آسفي نحو الطريق المسدود

المؤسسات الصحية بجهة مراكش آسفي نحو الطريق المسدود

موقع المنارتوداي..15..مارس2020..ذ/ مصطفى فاكر..
ما أن تطأ قدماك إحدى
المستشفيات العمومية المغربية من أجل الكشف عن السقم الذي ألم بك إلا و تجد نفسك
أمام كم هائل من الهموم المنبطحة أرضا و معاناة و مأساة حقيقية و غريبة و مؤلمة
إلى حد الصراخ ، ترى من عجائب الدنيا السبع و من الغرائب ما يجعلك تعتقد بأنك داخل
سرداب أو سوق عشوائي و ليس داخل مستشفى حيث من المفروض أن تجد عوامل الراحة و
المساعدة الطبية ، بل قد تجد نفسك  داخل مؤسسة تجارية بأمراض الناس
.
المؤسسات الصحية بمختلفها بجهة مراكش آسفي، نموذج يكرس حالة من العشوائية و الإرتجالية و الفوضى
العارمة و القصص الكثيرة التي  يعيشها كثير من الناس يوميا يشعرك أحيانا كما
لو أن المستشفى يهددك بالا تمرض و الا تشتكي و ألا تطلب العلاج
.
هذا ليس بغريب عن
مستشفيات الطبقة السفلى لكن الصادم في الأمر حقا هو التناقض التام بين مخططات و
إنجازات وزارة الصحة و بين ما تراه بأم عينيك لتتأكد أن الواقع ضحل و يزداد ضحالة
و فداحة إذا رمتك الظروف و نوائب الدهر إلى المستشفيات العمومية المغربية
.
مستشفياتنا باتت تشكل
خطرا على صحة المريض و على حياته أيضا فالداخل إليها مولود و الخارج منها مفقود في
أغلب الأحيان ، مستشفياتنا هي بحاجة إلى سكانير ليكشف عنها و عن صحتها
.
غيابات متكررة للاطر
الطبية و سيارات إسعاف مهترئة ،إن لم نقل منعدمة و أدوية مخباة في الصناديق و
متاجرة في أمراض الناس و عللهم.إنه الإستهتار بعينه و ليس هناك استهتار أكبر
من هذا عندما تصبح مستشفياتنا سببا مباشرا في القضاء على حياة الإنسان عوض إنقاده
.
و الحقيقة التي لا
غبار عليها و السؤال الوحيد و الاوح الذي يلح باستمرار هو
: أين هو الضمير المهني
؟ و ما موقف الأطباء من قسم “أبوقراط” في تنزيله على أرض الواقع ؟ و اين
هي مصلحة الوطن و المواطنين ؟
أيها المسؤولون كل
حسب موقعه و رتبه لقد فقد المواطن البسيط الثقة فيكم و في أحزابكم و في
سياساتكم و مخططاتكم و وعودكم ، لقد أثقلتم كاهله بالغلاء و فقد الشباب
الامل في جامعاتكم و في الشواهد العلمية التي يرفرف حولها الذباب. لقد صبر
المواطن على حياة البؤس و العطالة وشظف العيش و المرض ينخر جسمه و لا حيلة له لكن
للصبر حدود

     
                     
                     
                       
       
ذ: مصطفى فاكر