أخر الأخبار
الرئيسية » اخبار » أحمد اليعقوبي يكتب : الجميلة والوحش أو زولينغن والإرهاب!!

أحمد اليعقوبي يكتب : الجميلة والوحش أو زولينغن والإرهاب!!

بقلم أحمد اليعقوبي
في برامج ناشيونال جيوغرافيك ،عندما تتابع فيديو لنمر متوحش يفترس حملا وديعا اختطفه من أمه ويلتهمه والدماء والجراح تتجلى على الشاشة ،، أكيد قلبك ، وقلب كل انسان أدمي ، يتقطع ويتألم ، على الرغم من أن الفعل الافتراسي هو غريزة حيوانية تدخل ضمن قانون الغاب الطبيعي بين الكائنات ..حيث الكل خلق ليكون غداء للأخر…
لكن عندما نسقط هذا السلوك الحيواني على المجتمع البشري الذي تؤطره علاقات قوانين انسانية ناضل عليها الانسان عبر آلاف السنين ..حيث أصبح كل بني أدم حاول ” افتراس ” أخيه الآدمي يدخل ضمن الجريمة .و النمر ،في مثالنا ،ليس مجرما امام الحمل ..لكون اللاقانون بالغابة يسمح له بذلك ..أي ان الطبيعة اعطته هذه الشرعية !!
لكن بين الكائنات البشرية يصبح العقل هو محور العدل..بل سعى العقل البشري الى خلق قوانين وأنظمة من شأنها تنظيم عملية القتل سواء من أجل البقاء او من أجل رد الظلم والاعتداء .. وذلك عبر مؤسسات المحاكم مثلا..
كما ان الإنسان ممكن ان يقتل ارنبا بالاصطياد ولكن لا يمكنه قتل إنسان،، أيضا لا يمكنه قتل غزالة او كنغر، وإذا فعل يمكن ان يتعرض للسجن..
بعد هذا التحضر البشري، ،الذي أعطى تشريعا قانونيا للعقاب ومن ضمنه القتل ..تطل علينا كائنات بشرية حاملة لعقول متوحشة وترفع شعارها امامها غير مرئي للأخربن : القتل من أجل العقيدة !!
هؤلاء ظهروا في كل الديانات والمجتمعات ..وعملت على فرض عقيدتها بالقتل ..وكان غالبيتهم مسلحين بنصوص كتبهم واقوال سلفييهم..حيث في الاسلام اخترعوا حديث رسول الله ” من بدل دينه فاقتلوه ” ،، و صارت جرائم القتل باسم الدين ..في حين ان كتاب الله لا يحتوي على نص قطعي الدلالة للقتل رغم تأويلات تعسفية للأية ( وإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ) ..والتي كان المقصود منها تخصيص كفار مكة، وليس كل من كفر ،، كما شرعوا للرجم خارج كتاب الله وقالوا بان الآية نسخ لفظها و بقي حكمها !!
ومن تابع وقرأ فتاوي بن تيمية، بروح العقل ، سيمسك رأسه من شدة وجع فتاوى القتل!!
لذلك لا نستغرب ان يخرج من بيننا شباب عربي رضعوا أحاديث مزيفة انتجها شيوخ في قرون غابرة عنا وعن رسول الله ،، وجعلوها شعارات اسلامية تضرب في المسلمين المختلفين والكفار المخالفين …
فلا يستغرب ناس زولنغن الجميلة..لهذا الهمجي ،الذي هو نتاج ألة التطرف الإسلامي وبالتالي يحمل زورا صفة مسلم ،، كيف عمد الى قتل ابرياء مدينتكم ،،فهو قبل ذلك، غالبا ما يكون قد قتل مئات من ابرياء جلدته في سوريا ،، بدعوى مناصرة الإسلام وفلسطين ،
لكن في الواقع ،المسلمون الاحرار يرفضون الإرهاب ويرفضون ممتهنيه من كل الديانات ..
زولينكن، المدينة الجميلة، الهادئة، الوديعة و المسالمة، كل الاحرار يتضامنون معك و مع ضحاياك فيما حدث ،، يساورنا نفس إحساس الحزن والأسى لما للفعل الإجرامي..بل أسفنا الشديد ان هذا يتم بإسم اسلام التسامح ..اسلام الأخوة الذي ،، أخفوه عنا و عنكم شيوخ الضلال والفتن ..ودعاة القتل والإرهاب، المتواجدون قسرا في ثراتنا الدين

صحيح ضحايا زرولينغن شكلوا ألما لكم ..لكن لكل الاحرار العرب والمسلمين كان الأمر اشد إيلاما ..
لا نعتبر استقبال ألمانيا لهذا الارهابي غباء او تجاهلا او مكرا من ،، وهو الذي آويتموه من جوع وبطش واستبداد في بلده سوريا ،، لتكرموه بالسكن والرصيد والتطبيب وتعليم لغة الاندماج …أن ما قمتم به هو سلوك حضاري إنساني سعى إليه اسلام القرأن ،، قبل أن يتلقفه مجرمو الثراث الديني، الذين بطشوا بالأمة قبل ان يلحقوا بكم ..
أرجو من عقلاء زولينغن وعقلاء ألمانيا ، بلد الفكر والفلسفة، ، ان لا يقرأوا جريمة الارهابي السوري بشكل لاعقلاني، لا يعتبرونها اراهبا إسلاميا، بل أن يضعوها في سياقها التاريخي ،، سياق صراع قوى الشر بتلويناتها الحربائية الغامضة ..وقوى السلام بتجلياتها الحداثية الواضحة ..
أكيد أن ضحايا زولينغن (3 قتلى و 8 جرحى ..) شكلوا ألما وحزنا شديدين لكم ..لكن لكل الاحرار العرب والمسلمين كان الأمر اشد إيلاما وحسرة..
لا نعتبر استقبال ألمانيا لهذا الارهابي غباء او تجاهلا او مكرا منه ،، وهو الذي آويتموه من جوع وبطش واستبداد في بلده سوريا ،، لتكرموه بالسكن والرصيد والتطبيب وتعليم لغة الاندماج …أن ما قمتم به هو سلوك حضاري إنساني سعى إليه اسلام القرأن ،، قبل أن يتلقفه مجرمو الثراث الديني، الذين بطشوا بالأمة قبل ان يلحقوا بكم ..
لقد زرت زولينغن هذه المدينة الرائعة ، ومكثت بها عدة ايام ، بل تابعت إحدى مسيرات سكانها من أجل إصلاحات بنيوية متبقية في شوارعها..
مدينة أحببتها،حب إبني الطالب الذي يسكنها ..تألمت مثل سكانها ..لكن بكل وعي أرفض وأدين ما حدث..بل أبرئ الاسلام من جريمة الإرهابي السوري .وأرفض اسقاط سلوك هذا المجرم على جنسية عربية او مسلمة،، فالارهاب لا جنسية ولا وطن له ،،وليكف مستغلو الحدث المؤلم عن الصيد خارج السياق وداخل المياه العكرة