أهمية تنويع السياحة في منطقة جهة سوس ماسة “إيموزار إداوتنان نموذجا”
بقلم مصطفى شباني
السياحة الشاطئية ليست هي الوحيدة التي يعتمد عليها قطاع السياحة في منطقة سوس ماسة، التي تتميز بإمكانات متنوعة وشهرة واسعة. السياحة البديلة بجميع أشكالها، وخاصة السياحة القروية تعتبر نشاطًا ذا أهمية كبيرة في بيئة إيكولوجية جذابة وغنية. ويسعى هذا القطاع الحيوي إلى تعزيز المنتجات الطبيعية المحلية من خلال دمجها في محيطها.
تتطلب هذه الاستراتيجية الطموحة، التي تهدف إلى دعم المشاريع الصغرى وحماية المنتجات المحلية مثل أشجار الأركانواللوز ووكذاالتين الشوكي والزعت.وتربية النحل ، استثمارات كبيرة وإرادة قوية ومنهجية وتقنية عالية. ومن المتوقع أن تتدخل الدولة لوضع سياسة طموحة وفعالة تهدف إلى تحسين مجالات السياحة، خاصة السياحة القروية والطبيعية.
يجب أن يتم تنفيذ هذا الجهد بالتعاون مع المهنيين البيئيين والجمعيات المحلية، التي تعمل في إطار شبكات اتحادية لمواجهة التحديات والعراقيل. ويجذب هذا النوع من السياحة عددا متزايدا من الزوار، والمثال على ذلك هو الجهود المبذولة حول موقع إيموزار إدأوتنان، الذي يعزز الإمكانات الجذابة لهذه المناطق.
لا شك أن هذه الجهود تهدف إلى تنويع المنتجات السياحية في واحدة من الوجهات المفضلة في المملكة، حيث يتواجد البحر والجبل والواحات والصحراء والثلوج. مما يعني أن جميع الأذواق يمكن أن تجد ما يناسبها. وفي الوقت نفسه، يجب الاعتراف بأن السياحة الشاطئية شكلت منذ عقود ركيزة أساسية لصناعة السياحة في عاصمة سوس.
منذ الثمانينيات، بدأت الجهود في بناء وحدات فندقية فاخرة بمشاركة شركات السياحة والمستثمرين والمشغلين الاقتصاديين المغاربة. ولكن مع مرور الوقت، اتضح أن هذه الشركات تسيطر بشكل كبير على الوجهة السياحية، وتطالب بزيادة القدرة الاستيعابية.
ومع ذلك، فإن هذه المجمعات الفندقية تشهد تراجعا ملحوظا. فقد أغلقت بعض الفنادق أبوابها، بينما تعاني الأخرى من صعوبة البقاء في السوق وتتعرض للتدهور. يبدو أن الخيار السياحي الفاخر يواجه تحديات كبيرة، على حساب السياحة الموجهة للطبقات المتوسطة والصغيرة.
نتيجة لذلك، لم تتمكن السياحة الداخلية من تحقيق النجاح المرجو، رغم أن المغاربة لا يزالون يفضلون أكادير كوجهة سياحية. أدى هذا الفشل إلى تراجع كبير في رؤية وطموحات أكادير كقطب اقتصادي وسياحي رئيسي.
في ظل هذه الظروف، يجب الآن التوجه نحو السياحة القروية، مستفيدين من الإمكانات العالية التي تقدمها القرى والبوادي مثل منطقة إيموزار إداوتنان. لكن من الضروري الجمع بين هذين الجانبين المتلازمين من خلال إعادة هيكلة العمل السياحي في المنطقة، مع إشراك جميع الفاعلين في القطاع، بغض النظر عن الفئة التي ينتمون إليها.