اكتشف دلتا أوكافانغو.. أجمل وأكبر الواحات في إفريقيا والعالم
موقع منار اليوم الجمعة 09 ابريل 2021..المصدر يورونيوز
في عدد جديد من “إكتشف أنغولا“، كان لفريق يورونيوز هذه الجولة الفريدة من نوعها، لاكتشاف واحدة من أجمل وأكبر الواحات في إفريقيا والعالم.في هذه الحلقة تتعرفون على أشكال الطبيعة الحية والاستثنائية في هذه المنطقة التي تعد مصدرا أساسيا للمياه في دلتا أوكافانغو، المدرجة رسميا على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
اكتشاف علمي لا يصدق
ما بدأ كمغامرة في نهر أنغولي غير معروف، تحول في ما بعد إلى مهمة استغرقت ست سنوات لفهم وحماية واحدة من أواخر الأراضي البرية السليمة الواقعة في المساحات الرطبة في العالم. طاقم مؤلف من مجموعة من العلماء والمستكشفين وصانعي الأفلام من ناشيونال جيوغرافيك قاموا باجتياز العديد من الأنهار الأنغولية التي تزود دلتا أوكافانغو الشهيرة عالميًا والواقعة في بوتسوانا، بالمياه.منذ عام 2015 قطع الباحثون في مشروع ناشيونال جيوغرافيك أوكافانغو، آلاف الكيلومترات على الأنهار الأنغولية التي تشكل واحدة من آخر الأراضي الرطبة السليمة في العالم، ومنطقة مستجمعات مائية(حوض تصريف مياه)، أكبر من حجم إنجلترا.يقول الدكتور ستيف بويز رئيس المشروع، “في البداية، كان لدينا هدف واحد، وهو فهم واكتشاف المكان. ونجحنا بالقيام بعمل جيد في هذا المجال. ومن المحتمل أن يكون لدينا في مكان ما في هذه البقعة 13 نوعًا جديدًا من الكائنات لدراستهم. لدينا المئات من الكائنات غير المعروفة”.ومن خلال المسوحات البيئية واستقصاءات التنوع البيولوجي ساعد الفريق في بناء صورة علمية أفضل عن المنطقة.قام الفريق بنصب كاميرات مخفية، تعمل على التقاط الصور والفيديوهات أثناء الحركة، وأكدت وجود الأسود والفهود والنمور والكلاب البرية الإفريقية المهددة بالانقراض.في البعثة الأولى التي أرسلت، توقع الفريق إيجاد نهر عادي، لكن ما وجدوه كان منطقة مستنقعات. وتبين أنه اكتشاف علمي لا يصدق. وفي رحلتهم التي قاموا بها في عام 2015، حفر الفريق في التربة التي تشبه المستنقع واكتشفوا الخث .. وهو عبارة عن تراكم المواد النباتية المتحللة جزئيا.وأعلن بويز أن “الفريق نجح في اكتشاف مورد للأراضي الخثية (التي تحتوى على مكونات عضوية) بمساحة تتجاوز 35 ألفا و40 ألف كلم مربع. هو ثاني أكبر نظام لأراض الخث في إفريقيا. هو عبارة عن اسفنجة عملاقة تدرّ المياه داخل هذه الأنهار”.
تحتوى أراضي الخث على كمية مياه تعادل عشرة أضعاف وزنها. وهذا ما يضمن جريان أوكافانغو حتى لو أدى التغير المناخي إلى سنوات من الجفاف. كما أن أراضي الخث تمتص الكربون الموجود في الجو ما يساعد في التخفيف من آثار التغير المناخي على مستوى العالمويتابع بويز أنه “خلال عملية اكتشاف هذه الأماكن الجديدة، وهذه المناظر الطبيعية التي لا يعلم أحد أي شيء عنها، وجدنا فرصًا جديدة، إمكانية تحويل هذه البقعة إلى مساحات محمية”.في كل عام، يتدفق 2.5 تريليون ليتر من المياه النقية من أنغولا لدعم حياة الآلاف من الناس وعدد لا يحصى من الحيوانات والنباتات البرية في دلتا أوكافانغو. إلا أن هذه الأنهار التي توفر هذه المياه في أنغولا ليست بمنأى عن مشاريع التنمية التجارية والاتجار في الحياة البرية وتدمير الغابات.الهدف من المشروع هو العمل مع المجتمعات المحلية لحماية أحواض المياه ومساعدة أنغولا للاستفادة من هذه المياه بطريقة مستدامة.أما بالنسبة لكيرلين كوستا، الرئيس المحلي للمشروع، إن “الهدف الرئيسي هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، لأن هذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها ضمان رفاهية هؤلاء الأشخاص وبالتالي البيئة المحيطة بهم”.هذا المشروع الذي يسعى لحماية النظام البيئي ساهم في إبراز الأهمية العالمية لجنوب شرق أنغولا. لقد وجدوا آثارًا لفيلة.ويبعث الأمل لدى الكثير من الأنغوليين، إذ أنه وبفضل إقامة اقتصاد مستدام فإننا نستطيع أن نشهد يوما عودة بعض من أهم الكائنات الحية في إفريقيا إلى هذه الأراضي الصعبة.
المصدر ..يورو نيوز.