أخر الأخبار
الرئيسية » صوت وصورة » الطوندوس المغربي و الصاروخ الصيني

الطوندوس المغربي و الصاروخ الصيني

 

موقع منار اليوم الجمعة 14 مايو 2021.بقلم مصطفى فاكر 
الصاروخ الصيني حلق طويلا فوق رؤوسنا، و لأن الصين كما قيل فقدت السيطرة عليه كما هو حال كوفيد 19، وجدت أمريكا و حلفاؤها الفرصة سانحة للتشكيك في قدرات و إمكانيات الصين الفضائية و العلمية.
أمريكا التي تظهر لنا في أفلامها الفضائية أن الأمريكي مستعد لإنقاذ العالم من كويكب أو نيزك قد يهدد الأرض بصواريخها و رجالها السوبرمان الذين يحلقون لتوجيه الضربة للخطر المحدق، قالت إنها عاجزة عن ضرب الصاروخ و تبديده في الفضاء..
أمريكا لم تكن عاجزة، بل تمنت سقوطه على الرؤوس لتضعف الصين عالميا و الصينين ضحكوا بكل اللغات حتى العربية.. وتركوا الصاروخ يحلق و حلقت معه آمال الخصوم و أحلام العالم الثالث أن يسقط على أراضيها، لأن التعويض مغر.. لكنه خيب الآمال و سقط في الماء.. فأغرق حلم حكام الفقراء و التعساء.. حلق و حلق.. وحلقت معه الأوهام و الأحلام.. حلقت معه مخاوف و تكهنات و أمنيات..
بعض المغاربة تمنوا لو يسقط الصاروخ على بيوتهم.. أو في فدانينهم أو بحدائق بيوتهم، فالصين بلد كبير و تعويضه حتما سيكون سمينا و كبيرا.
سكان العالم السفلى لا عتاب عليهم.. فقد ألفوا البيوت التي تسقط فوق رؤوسهم و ألفوا ترقب الشروخ و الصدوع فصل الشتاء، و ألفوا مخالب الجرافات تخرجهم من البراري و هي تدكها دكا، و اعتادوا الأيادي الخشونة القاسية التي تبدد سلعهم في الأسواق و الطرقات و تصادر درجاتهم الثلاثية التي لا يملكون غيرها للعمل فجرا.
المغاربة معتادون الصواريخ اليومية التي تحرق قففهم، و تأكل امعاهم، اعتادوا الترسانة الهجومية لآل عثمان على القدرة الشرائية و على صحتهم و مدارسهم.
صواريخ تطلق من منصات بليكي فتحرق الأخضر و اليابس.. و بعض الصواريخ قوية لكنها تصاب بنيران صديقة حتى الحلفاء.. هذه حال صواريخ أغراس مربي الشعب، رحالة مائة يوم و يوم و ألف طاجين و أطنان من العجين و أحلام من الطين.
وحال صواريخ المغضوب عليهم من السادسة، صواريخ برؤوس خاوية و مشاريع فارغة.. هذه الأيام ستكثر الصواريخ و المنصات، فالقنب الهندي صار منصة.. و التعليم ساحة تدريب للزرافات السياسية.. المغاربة يحبون الصواريخ خاصة إذا كانت صينية.. ألفوا كل هذه الصواريخ من منصات المداويخ، المغاربة الذين أنهكهم الفقر و القهر ما إن سمعوا عن قيمة التعويض الصيني حتى تمنوا أن يسقط فوق رؤوسهم.. لا يهم أن يموتوا تحت الأنقاض المهم أن يأخذوا التعويض موتى أو أشلاء أو مشوهين..
هل تلهى المغاربة عن الضوء العابر ليلة القدر بالصاروخ الذي قد يحمل معه الموت و الغنى، قد يكون ما تمناه بعض المغاربة من باب النكتة، لكن النكتة أصدق مرآة عن أوضاع أمة.. ربما النكتة لو علم قيمتها الإله الحليمي الذي طال مقامه في معبد كهان معرفة المستقبل بالأرقام و الإحصائيات، لو علم بقيمتها لاخذها مؤشرا كيفيا لا كميا لقياس المزاج الشعبي الوطني، بدل اعتماد عينات تجعل الأجر المتوسط في المغرب أقرب إلى إسبانيا.. و إسبانيا تحقق خسائر في المحروقات و نحن نضاعف الأرباح مئات المرات.
على الأقل المخابرات تعرف قيمة النكتة في سبر أغوار  المجتمع أو صناعة نكتة لصناعة موقف عام أو ردود فعل سلوكية.. المهم هو إله الأرقام الحليمي الذي طلع لجبل أولمبي و لم ينزل أبدا.. طلع بشرا فانيا مثلنا و غدا إلاها خالدا.
الحيليميوس.. و الجواهريوس.. و الترابيوس كل آلهة المعبد حتما رضي عليهم إله الأسرار و القرابين هميوس عاليوس.. من رضي عنه هذا الإله صعد الجبل منتعلا نعليه… متى يرضى عنا الإله هميوس عاليوس فننال ما نال الفاني البشري أبو كاغيط..
أبو كاغيط المؤمن العامل في سبيل إسعاد نفسه و بوكادو الحقوق بالبرقوق.. و صاحب الغرة البيضاء على المحجبة السوداء، وعاشق دانون. هؤلاء مدرسة في علم ما يؤخذ بالدين و ليس من الدين.. الآلهة تناسلت في هذا الزمن المغربي.. و لأن الآلهة لا تموت.. عاد الإله شباطيوس و معبده يضيق بالقرابين.
الإله الحيليميوس يوحي لكبير آل عثمان صاحب السر و السرير ما يوحي عن تقلص مؤشر العطالة، و ارتفاع الدخل المتوسط السنوي.. مؤشر الدرب عندي و العائلة يقول العكس، إله العواصف الماكروفزاعية الجواهريوس يزكي كتاب الأرقام المقدس بتراجيديا العملة الصعبة في زمن الوباء.. قال إلاه قراءة العالم الغابربالأرقام:إن البطالة تقلصت.. و الفانون في رغد و سعة و الأجر المتوسط كالمتوسط.. نحن الفانون نقول لألهة اولمبيوس:انزلوا.. فقد نسيتم بشريتكم.. انزلوا الريان و الأحياء المهمة.. من منا لا ينضم واحدا على الأقل في أسرته سنويا إلى جيش المعطلين؟
في رأس الدرب مقيمين عاطلين جدد.. تمنى المغاربة من العالم السفلى أن يسقط على رؤوسهم صاروخ الصين.. لا يهم أن يموتوا و الموتى ينعمون بالمال و الجاه في وطني. المغاربة ألفوا سقوط الصواريخ التائهة. ألفوا صواريخ الساسة تضرب بقوة في كل مجال، صواريخ لا تتيه تصيب الهدف و كلما أصابت الهدف أنعم إلاه الأرقام و إلاه عواصف ماكروفزاعية  بالرضا. قربان واحد يقبله الإله الجواهريوس تقليص النفقات كوت كوت.. صاروخ تقليص الأجور و تبديد الطبقة الوسطى، تقليص المعاشات و مساهمات الدولة و الحفاظ على ميزان البيع و الشراء.
بالمناسبة فصاروخ الصين سقط بعيدا قرب مالديف.. و انتهى حلم المال.. انتهى حلم الموت و الغنى.. و إلى صاروخ آخر من صواريخ حكومتنا، صواريخ تشلنا و لا تقتلنا، صواريخ تقطع الأرحام و تحرق الأحلام و ترسي محطة فضائية لنشر الأوهام في مجرى الأيام.
الكاتب مصطفى فاكر الشماعية