أخر الأخبار
الرئيسية » المنار الحر » املنا ان نعود لنحتفل بالشعر والشعراء في عيدهم الاممي للشعر.

املنا ان نعود لنحتفل بالشعر والشعراء في عيدهم الاممي للشعر.

 

 
موقع منار اليوم الاحد 28 مارس 2021..عبدالرحيم الثقفي
يحتفي شعراء وأدباء العالم بالشعر في يومه الاممي 21 مارس من كل سنة، وذلك بتنظيم أمسيات شعرية حماسية تكريما للشعر والشعراء  وتكريسا لتبادل الأفكار والآراء، ودعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري الذي يتيح الفرصة حتى للغات المهددة بالاندثار بأن يسمع  لها في مجتمعاتها المحلية، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الجميلة الاخرى، كما جاء في ادبيات واهداف اليونسكو.
لكن خلال هذه السنة 2021 والسنة الماضية 2021، الاحتفاء بالشعر له طعم خاص في حضرت الغول ” كوفيد 19″ الذي اجبر البشرية عل تغيير سلوكاتها   ونمط عيشها، وهدد بالموت وضيق الحياة في صفوف البشرية  على اختلاف الأجناس و الاعمار والعقائد وسائر الانتماءات الطبقية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا..
وفي ظل هذا الوضع الموبوء ، الذي ترك تأثيرا كبيرا في قطاع الثقافة والفنون والأدب عامة والشعر خاصة  نقف على الارتباك الشديد في برامج وزارة الثقافة والشباب ببلدنا التي اعتمدت نمطا تواصليا جديدا “التواصل عن بعد” باستعمال الخدمات الرقمية في العالم الافتراضي.
وبالرغم من ما لهذه الوسائل الرقمية من اثار ايجابية على مستويات اخرى إلا انها  في الشعر عمقت الهوة بين المتلقي والشاعر، وذلك بالنظر الى خصوصية الشعر وطقوسه.
وها نحن هذه السنة، خلافا لكل الأعراف وطقوس تنظيم المهرجانات وملتقيات الشعر ، نحتفي بالبوح الشعري في عزلتنا   ببيوتنا، بعد اغلاق كل المرافق والقاعات والمسارح ودور الشباب ودور الثقافة التي كانت تحتضن وتجمع خيرة الشواعر والشعراء في محراب الشعر كل 21 مارس من كل سنة ، كما دأبنا على ذلك في جمعية محترف الإشعاع للتنمية الثقافية باليوسفية التي وصلت ملتقياتها الثقافية والشعرية الى رقم 15 دورة.
لم نحتفل بالشعر سنتين متتاليتين 2020 /2021 احتفالا فعليا، يليق بمقام الشعر في حضوره ورمزيته. اننا لسنا بخير والشعر ليس بخير، افتقدنا التقارب  الإجتماعي، افتقدنا التجمعات داخل القاعات الثقافية  والفنية… افتقدنا حضور الشاعر  و الإصغاء الى الشعر… انفصل الشاعر جسديا عن جمهوره ومتتبعيه.
إن الاحتفاء بالشعر هذه السنة في ظل استمرار بطش الغول ” كوفيد 19″  هو لحظة استثنائية لتأمل واقع حال البشرية التي تعيش رعبا حقيقيا لامثيل له ، وكأننا في ساحة حرب  بسلاح محدث.
ننتظر السنة القادمة ولنا امل كبير في ان نحتفل بالشعر والشعراء في لقاءات مباشرة ومفتوحة على الحضور المتلقي، وان تنمحي صورة الغول ” كوفيد 19″ من الذاكرة النفسية للوعي الجمعي الكوني الانساني./
الكاتب ..عبد الرحيم الثقفي.