بـــــــــــــــــــــــــــيان “مركز المؤشر للدراسات والابحاث”

رئيس المركز عزيز الحيان

إنه ليس من باب المجاملة ولا من باب الاصطفاف الظرفي، بل من منطلق رسالتنا الأكاديمية الراسخة أن نولي اهتماما خاصا للحظة الاجتماعية التي يعيشها المغرب اليوم. لحظة تتجلى في حراك شبابي متنام يبتكر لغته الخاصة في التعبير، ويشيد فضاءاته البديلة للتعبئة والتواصل، في سعي جماعي نحو الاعتراف والإنصات. إنها لحظة ليست بالعابرة، تحمل دلالات عميقة على مستوى الوعي وأنماط التفاعل وتستدعي التوقف عندها باعتبارها مؤشرا على تحولات سوسيولوجية وفكرية وثقافية أخذة في التشكل. إن ما يتابعه المركز اليوم بتمعن، لا يندرج في خانة الانفعال الآني، بل يندرج في صلب مهمته العلمية
الرامية إلى رصد الظواهر المجتمعية وتحليلها، ضمن منهجية علمية دقيقة، تستند إلى أدوات علم الاجتماع السياسي وعلم النفس الاجتماعي. وسيعمل المركز، في إطار هذا المشروع، على إنجاز استطلاع رأي ميداني ورقمي موجه إلى الشباب، موازاة مع تحليل محتوى الخطاب المتداول على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك وفق منهجية بغية استجلاء أولويات هذه الفئة وتطلعاتها ومصادر قلقها. على أن تتوج هذه المرحلة بمذكرة بحثية تقدم قراءة تحليلية معمقة في خلاصات هذا الاشتغال.
ويؤكد المركز في هذا السياق أن مقاربته للموضوع تتأسس على الحياد الأكاديمي والصرامة العلمية بعيدا عن أي خلفيات سياسية أورهانات ظرفية، وبما يزاوج بين رصد نبض الشارع عبر المقاربة الحياتية وبين الإحاطة المنهجية التي تتيح بناء تحليل موضوعي، يمكن أن يسهم في إغناء النقاش العمومي وتقديم توصيات عملية للفاعلين السياسيين والمؤسسات المجتمعية وصناع القرار.

إن مركز المؤشر للدراسات والأبحاث، إذ ينخرط في هذا المسار، يضع نصب عينيه أن كل قراءة لهذه التحولات تظل مؤطرة بأولوية كبرى هي صون أمن الوطن واستقراره، وحماية المصالح العليا للمواطنين لأن البحث العلمي المسؤول لا ينفصل عن رهانات السلم الاجتماعي، ولا يغفل أن مستقبل الأجيال لا يمكن أن يبنى إلا في ظل الاستقرار، ومن موقع الإنصات المتوازن الذي يحتضن الظواهر دون أن ينزلق إلى أي شكل من أشكال الاصطفاف.

مركز المؤشر للدراسات والابحاث
عن رئيس المركز عزيز الحيان 

R