مذخل نظري
بعد مدة ليست بالقصيرة وأنا افكر في قراءة سميوطيقية تخص موضوع القرآن الكريم ، وذلك لعدة اسباب اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي :
١:بحكم انني مسلم وجب علي فهم موضوع الرسالة في بعده السميوطيقي حتى يتسنى لي مساعدة من اراد ان يفهم مضمونها . سيما وانها تثير اسئلة جوهرية في مجالات متباينة ، علما ان القرآن الكريم يتضمن عدة وضعيات مسألة لايمكن الافتاء فيها ولايمكن فك شفرات رموزها الا لمن له القدرة العلية في اطار مقاربة مختصة واعية ومسؤولة
٢.كوني اشتغل على نظريات تهم مجالات التحليل السميوطيقي التي قد تفيدني على الاجابة عن الاسئلة الشائكة التي تستلزم الابحار في النص القرآني بكونه يتميز بخاصية النسق الدال
٣.دون تغييب بعض الاسئلة التي جعلتني افكر مدة طويلة في تحليلها وتحديد المشفر الغامض الغابر فيها . الى غير ذلك …
لمثل هذه الاسباب وجدتني امام مغامرة جد صعبة الزمتني الحذر الشديد في طرح كل ما توصلت اليه بعد تفكير عميق في الايات  القرآنية التي لا حصر لها .
فأول ما قمت به وانا اغوص في النص القرآني بقراءات متأنية عديدة تحقق لي الاستأناس به رغم طول سوره وصعوبة تضمينه لمجموعة من القصص التي تقرب معرفة القواعد العامة لفهم المعنى فالفحوى ثم المغزى بشكل دقيق وميسر وفق ارضية راسخة اساسها ان :
المرسل هو الله
والرسالة هي كلام الله(القرآن)
والمتلقي هو الرسول (محمد)ومن خلاله امته (المسلمين)
موضوعات الرسالة متعددة لكنها تتأسس على ركن محوري يتجلى في توحيد الله وتنزيه ذاته عن كل نقص ووصفها بكل كمال . رسالة تتأسس على منهج واضح يفضي بالمؤمن الخاضع الى الجنة اما المتمرد الرافض والمنشق الى الكفر ثم الى النار .
فكل العوامل واضحة استنادا على هذا المنهج الدقيق الذي يحترم مبدأ الاختيار امام دليل يحضر فيه المساعد متمثلا في الرسل والانبياء و، الرسالة ، العقل ثم التدبر في القصص والامثال وفي مقابل هذه العوامل المساعدة نجد عوامل معاكسة تتحدد في الشيطان والنفس الامارة بالسوء والاتباع الاعمى التي تغير وجهة كل مهتد نحو الضلال .
كل هذه الثوابت تشتغل على مسألة الايمان او الكفر وكل عنصر فيها يلزم الدخول في مسار محدد :
من آمن بالرسول (الرسالة)فهو من اهل الجنة
اما من كفر بالرسول(الرسالة)فهو من اهل النار
فوفق هذا المسار المحدد بنائيا تبنى كل العلاقات بشكل جد متمفصل يلزم الباحت الوقوف عندها بتأن وبحذر جد شديد
منهجيا : ارتأيت نهج السبل الاجرائية التالية:
١.قراءة كل سورة على اساس انها تمتل موضوعا قائم الذات ، وكل مقطع منها يشكل نسقا تاما متجانسا مع كلياتها . وذلك للتمكن اكتر من معرفة الخصائص بكل سورة من جهة ولنتمكن بشكل واع من النص في جزئيته وبتحكم دقيق في كل بنياته . لفهم المحتوى الظاهر والخفي للمتن القرآني وبذلك تسهل علينا ملامسة دلالة النص بصفته يشكل كلية تامة دالة
٢.قراءة علاقة كل سورة بباقي السور لمعرفة التعالق والتفاوت بين كل السور
٣.مقارنة ما توصلنا اليه بباقي الدراسات /الاجتهادات، لمعرفة التفاوت والتقارب بينها وبين ما خلصنا اليه
٤.استخلاص استنتاجات نهائية لها علاقة بمختلف القراءات ، سواء تلك التي نهجنا او الاخرى التي قام بها بعض المختصين في البحت القرآني
٥.سنتعامل مع النص القرآني كبنية مغلقة ، حتى نتجنب كل اسقاط يجرنا الى خلاصات خارج النص القرآني ، احتراما للنهج النظري الذي اشتغلنا عليه والذي يركز على النظريات العلمية المختصة الحديتة . تشكل هذه المحطة منطلقا يمكننا من الاشتغال على منهج المقارنة لنعرف المتفق عليه بيننا والمختلف عليه بيننا وهكذا نكون قد تمكنا من الدراسة الموضوعية التي تتبع منهج الحياد كخطوة مهنية مهمة تهدف الى اقناع مختلف المشارب بموضوع الاشتغال وبناء على هذا الاجراء يلزمنا خلق مسافة بين الدات (العاطفة) الدارسة والنص موضوع الدراسة (الرسالة).