أخر الأخبار
الرئيسية » اخبار » محمد صهود يقارب كفايات مادة التاريخ بالتعليم الثانوي

محمد صهود يقارب كفايات مادة التاريخ بالتعليم الثانوي

بقلم عبد الرحيم الضاقية مراكش

أغنى الدكتور محمد صهود المكتبة التربوية المغربية بمؤلف جديد اختار له عنوان «المقاربة بالكفايات: من الخطاب البيداغوجي إلى منهاج التاريخ بالتعليم الثانوي في المغرب» وهو عبارة عن سفر افتراضي رام الانشغال بالهمًين البيداغوجي العام قبل الانتقال إلى المجال الخاص لبناء وتأسيس منهاج مادة دراسية تخصصية وهي التاريخ. وقد جاء هذا الكتاب تتويجا لمشروع فكري وتربوي وديداكتيكي انخرط فيه الباحث لمدة عقود استهله بدراسة حول التحقيب التاريخي، وعززه بدراسة حول أبعاد المعرفة التاريخية، وختمه باشتغال تطبيقي على موضوعة تعلم التحقيب وفق نموذج إجرائي عملي.

ويتكون الكتاب الحالي من أربعة فصول تتوزع على المسارات التالية:

  • السياق العام لبروز وتبلور المقاربة بالكفايات على المستوى البيداغوجي؛
  • دراسة مفاهيمية للكفاية وتعالقاتها ضمن العلوم الاجتماعية؛
  • التعلم والاكتساب في علاقته بمنهاج التاريخ؛
  • إجراءات التقويم وتقنياته وتطبيقاته ضمن مادة التاريخ.

ولعل القارئ للكتاب يعثر على عدة خصائص تتميز بها كتابة الباحث صهود، الذي خبر الموضوع على مدى معاشرته عدة عقود من مواقع مختلفة حيث يتميز ب:

  • البساطة والرصانة في اللغة التي كتبت بها فصوله من خلال الاتساق والانسجام بين عناصرها؛
  • التأصيل المفاهيمي الصارم والدقة المنهجية التي تنفتح بها مختلف مكونات المؤلف على بعضها؛
  • الاشتغال على اللغة العربية والأجنبية مع إتاحة الفرصة للقارئ/ة للرجوع إلى المصادر والمراجع من خلال تمكينه/ا من المصطلحات والمفاهيم المفتاحية التي تقود إلى المعرفة؛
  • الإحاطة بالمرجعيات الخاصة بكل موضوعة من خلال الكم الكبير من الإحالات الرصينة؛
  • النمذجة عبر خطاطات وجداول توضيحية تدل على المعاشرة الطويلة للموضوع وهضمه الكامل مما أسفر عن سهولة في بناء النماذج التوضيحية التفسيرية المٌسعفة في الفهم والأجرأة العملية.

والباحث محمد صهود إنسان وديع ومتواري عن الأضواء يتحدث بحكمة ومعرفة وتواضع كبيرين، يحدثك بمودة كبيرة وهدوء العالِم المطلع القريب أحيانا من التصوف، لكن في العمق تختفي وراء جسده النحيل آلة معرفية دائبة الحركة والإنتاج البحثي، وفي ثناياها صرامة منهجية وعلمية صلبة لا تتساهل مع أي زيغان عن المبادئ والبنيات النظرية والابستيمولوجية للموضوع المدروس. فالدقة تمتد إلى انتقاء المفاهيم وترويض النماذج والنظريات ومقارعة الحجج دون كلل ولا ملل. وهذا ليس غريبا عن رجل عاشر هذه المواضيع في مستويات ممارسة التدريس والتكوين والتأطير والتفتيش والبحث الأكاديمي. وقد أتاحت له هذه المهام الاشتغال عبر لجان التأليف المدرسي في السلاك الثلاث (الابتدائي – الإعدادي – الثانوي)، إضافة على الإشراف على العشرات من البحوث والأطاريح الجامعية. كما نجد الأستاذ صهود ضمن اللجان الوطنية والجهوية لوضع الامتحانات المدرسية، ووضع مباريات التوظيف والتفتيش والترقية. ونجد الباحث نشيطا على مستوى المجتمع المدني عبر تأطير العديد من اللقاءات الوطنية على مستوى الجامعات والأكاديميات والمديريات في إطار أنشطة إشعاعية وتكوينية وأكاديمية. يذكر أن الكتاب يقع في 239 صفحة من القطع المتوسط تم طبعه بالرباط وزينت غلافه صورة موحية لجبل الثلج الذي يخفي أكثر مما يظهر وهي إشارة رمزية ذكية حول انشغاله وموضوعته الرئيسة.