
ملايير رئيسة جماعة اليوسفية ولغز مصادر التمويل
بقلم ..يوسف الإدريـــــسي
يجب أن نعترف بأن الخروج الإعلامي الأخير لرئيسة جماعة اليوسفية مع إحدى الصفحات الإعلامية المحلية، أثار اهتماما ونقاشا مجتمعيا عارما خاصة في صفوف الأغلبية الصامتة من ساكنة اليوسفية التي حتما اصطدمت بوعود ومشاريع وإنجازات وصفقات على بعد أشهر من نهاية الولاية التدبيرية. وهذا طبيعي جدا كون هذه الفئة تفضل الفضاءات الخاصة وتنزع إلى الظل لتصريف ملاحظاتها واهتماماتها ومن حقهم ذلك. مقابل أن النخبة المحلية اعتزلت النقاش العمومي منذ مدة طويلة ثم بررت بلعناتها الانزواء، إلا ما كان من آراء مدح ومجاملة معزولة من طرف بعض الشخصيات ينقصها التحليل السياسي لمظاهر الواقع.
لاشك أن هذا الاهتمام يضع طموحات رئيسة المجلس على محك المصداقية كما يجعل خرجتها الإعلامية بمثابة ذاك السلاح الذي قد يفيد صاحبه سياسيا وفي نفس الوقت قد يفتك به وبأحلامه الانتخابوية إن لم تخرج هذه الوعود عن إطار الشعبوية بمفهومها الضيق.
الغريب في الحكاية هو أن معارضة المجلس الجماعي وأغلبيته لا يعلمون بتلك الصفقات ولا بتلك الملايير الذي ذكرتها الرئيسة في تصريحها، كما أن مصادر مقربة من وزارة المالية أشارت أن لا جديد يذكر على مستوى ميزانية هذه السنة على الاقل إلى حدود هذه الأيام. مؤسسة الفوسفاط ومؤسسة العمران ومبادرة INDH لم تكشف بعد عن مخططهم البنيوي و التنموي، وحتى وإن تم ذلك فسيُحسب وقتها لهذه المؤسسات وليس لمؤسسة المجلس الجماعي التي من المفروض أنها تملك موارد مالية وميزانية تجهيز وبرنامج عمل جماعي. جهة مراكش-أسفي كما يعلم الجميع كانت صريحة للغاية بإقصائها لإقليم اليوسفية بكل جماعاته القروية والحضرية من مشاريع المذكرة الجهوية الاستثمارية لسنة 2025.
بمعنى آخر وفي ظل هذه المعطيات من حقنا أن نتساءل؛ من أين ستأتي رئيسة جماعة اليوسفية بكل تلك الملايير التي ذكرت في خرجتها الإعلامية، إلا إذا كانت تود الاستعانة مثلا بمؤسسات الكواكب الفضائية الأخرى، وقتها كلام آخر.
بمعنى أوضح، ومن باب التواصل وحق المواطن في المعلومة العمومية يجب على الرئيسة ومن معها تنظيم ندوة صحفية يحضرها إعلاميون ومتتبعون للشأن المحلي قصد فك لغز هذه الملايير التي ظهرت فجأة على بعد أشهر من نهاية الولاية.