ذكرى 11 يناير الدلالات والعبر..للكاتب مصطفى فاكر
موقع منار اليوم الاثنين 11 يناير 2021.بقلم مصطفى فاكر
يعتبر يوم 11 يناير
عيدا وطنيا ويوم كما يصفه الملك الراحل محمد الخامس طيب الله تراه” رجعنا من
الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”. تلك الوثيقة جاءت بعد تضحيات المجاهدين و
المقاومين المغاربة و على رأسهم علال الفاسي و عبد الكريم الخطابي و غيرهم ممن ما
زالت أسماؤهم تتردد و لا تزال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ستون إسما لا زال
المغاربة يذكرونهم ممن وقعوا هذه الوثيقة منهم : عبد الرحيم بوعبيد وأحمد
بلافريج و مليكة الناصري و اخرين التي حملت مطالب الشعب المغربي من بينها
مطالبة الملك محمد الخامس رحمه الله برعاية الحركة الإصلاحية و فتح الباب للعمل
السياسي بالبلاد مما نتج عنه أول حزب بالمغرب (حزب الاستقلال) ليشهد المغرب بعد
ذلك و في إطار تمسكه بالتعددية أحزاب سياسية أخرى ساهمت في تأطير المواطنين و
الدفاع عن حقوقهم السياسية و الإقتصادية.
لن ندخل في تفاصيل
حصيلة الأحزاب و مردوديتها و دورها لكن الغاية هي أن تكون للدولة أحزاب سياسية تساهم
في تقويتها و الدفاع عن حقوق مواطنيها حيث لا يمكن تصور دولة تدعي الديمقراطية
والدفاع عن حقوق الإنسان بلا أحزاب سياسية قوية لها وقعها على الأرض.
ينبغي علينا اليوم
استحضار تضحيات أجدادنا كون هذا الحدث يعتبر و يعد نوعيا في ملحمة الكفاح المغربي
من أجل الإستقلال ، للأسف لا زالت لغة تبخيس العمل الحزبي حاضرة و بقوة بسبب
ممارسات بعض الفاعلين الحزبيين و غياب الإرادة الحقيقية للجميع نحو الدفع بكل
السبل من أجل تمكين الدولة من أحزاب سياسية قوية تمارس أدوارها الدستورية كما
ينبغي ، إذ يعد العمل الحزبي اليوم ضرورة للإنخراط في الواقع لا الإفتراضي و
المساهمة في التغيير عبر انخراط الشباب و المرأة و فتح المجال للتعبير و طرح
الأفكار و تجديد النخب .
سيظل يوم 11 يناير من
كل سنة يذكرنا بهذا اليوم التاريخي و يذكرنا كذلك كوننا ينبغي ان نكون في موقع
تحمل المسؤولية كل من موقعه و المساهمة في دحر السيطرة الإستعمارية و السعي نحو
التماسك و تقوية الصفوف و التغلب على كل مظاهر العنصرية و التمييز السلبي من أجل
مغرب عصري حداثي موحد
الكاتب مصطفى فاكر الشماعية.