الكزية أو التلقيح عند المغاربة..للكاتب مصطفى فاكر
موقع منار اليوم السبت 13 فبراير 2021..بقلم مصطفى فاكر
التلقيح أو الكزية
كما كان يسميها المغاربة قديما و لازالت إلى الآن متداولة و شائعة له إمتداد
تاريخي في مخيلة المجتمع المغربي و يمتد عندهم منذ الولادة، حيث لا أحد سلم من وخز
إبرة الممرض/ة و هو رضيع بين يدي أمه. و لهذا فالتلقيح ليس بدعة أحدث لطارئ ما
وغير متحكم فيه حتى نشكك في نجاعته أو نعترض عليه. كما أنه ليس إجراء جديدا، كما
أن المغاربة ليسوا استثناء يرزح تحت نار هذا الوباء، فالعالم بأسره يئن تحت وطأته
و الجائحة لا زالت تتمدد و تتمطط و تحصدآلاف الأرواح، و الدول كما الحكومات في مطب
تدبير المرحلة تتخبط و الحلول أمامها محدودة، ولابد لها أن تدبر المرحلة بقليل من الخسائر
في الأرواح التي هي مؤتمنة عليها،فكان فرض الحجر الصحي الشامل هو القرار الحاسم
للتصدي في انتشار الوباء ثم خففته تدريجيا.
لكن ما لبث شعاره أن
إشتد و إمتداد الأخطبوط الكاسح أن عم، حتى لم يبق من سبيل لاحتواء ظلاله الكالحة
إلا اللجوء إلى تحصين البلد بلقاح يقلل من زحفه و ذلك بتطعيم المغاربة بلقاح مختار
كخطوة أولى للحد من انتشاره و حصر تنقله إلى أقصى حد في أفق إيقاف زحفه و القضاء
عليه.
إنه قرار جرئ و واقعي
و الدولة تتحمل فيه كامل مسؤوليتها بحيث لا يمكن بل لا يعقل أن تقدم الدولة
المغربية على خطوة قد ترهن مستقبل المغاربة الصحي إلى المجهول لا سيما و أن الضامن
الأول هو ملك البلاد محمد السادس نصره و الساهر الأول على صحة و سلامة شعبه.
إنه قرار بما يحمله
من ثقل المسؤولية مؤسس على مشاورات علمية و بحوث ميدانية و تجارب سريرية.
و لنفترض جدلا رغم أن
هذا لا يستقيم في مكانه ماذا كان سيحصل لو شككنا في اللقاحات الأخرى التي قام بها
المغاربة فيما سلف من الايام ضد أمراض كانت تفتك بآلاف كل عام؟.ماذا كان سيقع لو
رفضناها؟ من مثل: أمراض السل و الجدري و العوامية و بوحمرون…. لقد كان المغاربة
يقبلون عليه بكل تلقائية و لم نسمع قط بأعراض جانبية بل كانت تقتنا في الله ثم في
الدولة المغربية و في كوادرها الطبية و التمريضية.
فالدولة المغربية
كغيرها من دول العالم بادرت إلى اعتماد هذه الوسيلة القديمة/الجديدة بعدما سخرت كل
الإمكانيات و الوسائل اللازمة لإنجاح هذه الحملة الوطنية و هذا ليس بعزيز على بلد
كالمغرب نظم حملات و مسيرات في زمن كانت فيه الإمكانيات غير متوفرة مثل اليوم.
إن إستعمال اللقاح
على حياة المواطنين/نات، وحسبه أكثر من هذا إن لم يكن له نفع، فإنه سيرفع من مناعة
الملقحين إلى مستوى سيجعل أجسادهم أقوى على مواجهة هذا الداء، و قد بدت بالفعل
نتائجه الإيجابية و ذلك عبر ارتسامات المواطنين التي عبرت عن ارتياجها و نجاعة
التلقيح.
نرجو أن تتحقق كل هذه
الأمنيات و يعود المغاربة إلى حياتهم العادية دون كمامات و لا تباعد و لا تعقيم و
لا عمل عن بعد
الكاتب ..مصطفى فاكر..