“للا رحمة”نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي.الحلقة الاولى .

موقع منار اليوم الثلاثاء 16 فبراير 2021.

مهما تعددت  الآراء واختلفت الأزمنة تبقى الكتابة هي المنفذ
الوحيد للخروج من دائرة الانغلاق والتحليق بعيدا عبر اللغة دون التقيد بالسن أو
الجنس . من هذا المنطلق نجد الأستاذ امحمد بن الهاشمي شعالي  في قصته المتميزة ، والمتفردة بتيمتها المعنونة
ب: (للارحمة) ، المحكية المستمدة من الواقع المغربي ، باستثماره للموروث الثقافي
والاجتماعي والتاريخي من  خلال الترميم
والتوليف وسد الفجوات لمرحلة  زمنية
معينة  تزخر بعطائها الأنثروبولوجي ،
ومفعمة بالأحاسيس الإنسانية.   
للارحمة المرأة المكافحة . توفي زوجها وتفرق أبناؤها . ذات يوم خلال أيام
الصيف أعدت العدة للسفر عند ابنتها بحي لساسفة . وأثناء الرحلة تعرفت على سالم،
الرجل السبعيني العائد من زيارة الطبيب بمستشفى بلعياشي القريب من للاعائشة
البحرية . وبعد التعرف عن بعضهما البعض في جو يلفه الوقار والحشمة، دعاها سالم
لزيارته في بيته والتعرف على أخته الزاهية. حضرت الضيفة وتم استقبالها بكل مايلزم
من كرم الضيافة ،وانتهت الزيارة بزواج للارحمة بسالم الذي توفيت هو الآخر زوجته
ولم يرزق بأولاد.   وبناء
عليه يكون الكاتب قد حرص على تشييد القصة على صرح من الذكريات،عبر استثمار الذاكرة
بواسطة لغة عفوية ، بسيطة وغير منمقة  .و
الوقوف على المتداول اليومي في تناغم تام بين ماهو إنساني  وتاريخي 
وجغرافي  لاسترجاع أمجاد السنوات
الهاربة  الى الامتداد الأبدي، والتي شكلت
جزءا معتبرا من أحداث  وشخصيات ، وطقوس
وتجارب شخصيات النص للارحمة وسالم والزاهية 
. كما أن ارتباطه بالواقع الاجتماعي المطبوع بالبداوة ، جعله يعيد إحياء
مجموعة من الأسماء والمصطلحات التي ترتبط بوظائف معينة وبعادات وتقاليد المنطقة
،حيث يبدو من خلال سرده للقصة أكثر تحمسا لالتقاط أدق التفاصيل الخاصة بإيقاعات
المرحلة ومؤشراتها ، كالتقاليد المرتبطة بالسوق الأسبوعي ،  واقتناء مستلزمات العرس وهوما يعرف ب
((النفقة)) ، ومراسيم عقد القران ، وتهيئ العروس لليلة الدخلة من استحمامها داخل
المتروسة وتزيينها بالحناء  والقرنفل  والكحل والسواك ، ليضفي كل هذا عنصرا جماليا على
النص . قراءة ماتعة…يتبع….

 عبد الرحمان الكياكي