أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » “للا رحمة” نص قصصي يكتبه لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ” الحلقة الاخيرة أريج القرنفل”

“للا رحمة” نص قصصي يكتبه لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ” الحلقة الاخيرة أريج القرنفل”

 

موقع منار اليوم 02 مارس 2021.

أريج القرنفل

عقدت الزاهية جلسة
مشاورة معلآلة رحمة، لوضع برنامج محدد استعدادا ” للرواح ” الدخلة في
هذه الليلة.أعدت الزاهية “المتروسة” .حمام تقليدي منسوج بالقصب،و الحطب
على شكل هرمي وفرت كل وسائل التنظيف، و التطهير، و التعطير ،و التزيين .و أدخلت
العروس الى المتروسة، لتستحم داعية لها بالصحة و العافية. بعد الاستحمام ساقتها
الزاهية ملفوفة في فوطتهاإلى غرفتها ،واستلقت على الفراش وغطتها بالملحفةلتستدفئ
وتستريح.وبعد أن نشفت وارتدت ملابسها وتبعا لعادات وطقوس “حنة
العروس”.مشطت لها الزاهية شعرها و طلت رأسها بالحناء الممزوجة بالقرنفل ،و
الورد، و الريحان، و نقشت لها يديها و رجليها بطلاء الحناء. ثم زينتها بالكحل ..و
السواك.. و عطرتها بماء الزهر..والياسمين. سمع خطوات سالم  في البهو فخرجت الزاهية تتلقاه فسألها :- ما
هذه الرائحة الطيبة؟فأجابته ضاحكة.. انه أريج القرنفل الطافح من حناء العروس التي
استحمت و استوت. فناولته الفوطة و دعته إلى الاستحمام بدوره في المتروسة .إنها ما
تزال سخينة . بعد نصف ساعة خرج  سالم من
” المتروسة” .و دخل غرفته ملفوفا في لحافه فتمطى و تغطى في سريره. أما
العروس في غرفة الزاهية فهي مستلقية على ظهرها و يداها ممدودتان فوق المخدة ،و
رجلاها مرسلتان على الوسادة .في انتظار أن تنشف الحناء في رأسها و أطرافها.تفرغت
الزاهية لتحضير العشاء الخاص احتفاء بالعروسين الجليلين. و تهيئ الطقوس التي تليق
بهذه المناسبة الغراء.تفقدت الزاهية العروس ،فوجدتها جالسة تنتظرها لتوريها كيف
ترتدي لبستها ،و تسوي هيأتهافقضت معها الزاهية زهاء نصف ساعة ،إلىأن تحلت بحلتها
المزهوة فاستوت منتصبة القامة، رافعة الرأسأمام الزاهية وسألتها ..كيف ترينني  ؟ فعمدت تتطلع الى حلتها و قوامها ،من أخمص
قدمها إلى ناصية رأسها.وأجزمت ..”طلعت غزالة فنة ..تبارك الله عليك و كأنك
بنتأربعين سنة “.ثم التحقت بغرفة سالم فوجدته واقفا وضيئا مستبشرا، مرتديا
قميصه الأبيض،تحت السترة الجديدة.فأحضرت الزاهية وعاء الحنة الممزوجة ،وطلت وسط كف
يد العريس اليمنى ، جريا على العادة التقليدية المتبعة .حان وقت العشاء.. فجاءت
الزاهية “بطاجين” المرق باللحم ،و البرقوقووضعته على الطبلية، في غرفة
الضيافة،تفوح منه رائحة شهية.و نادت على العروسين الذين التقيا عند الباب متعففين،
محتشمين. فاستقبلتهما الزاهية بحفاوة، وأجلستهما جنبا إلى جنب أمام المائدة
،وأزاحت غطاء “الطاجين” و قالت:باسم الله تفضلا ،هنيئا مريئا، بالصحة و
العافية. مرت جلسة العشاء.. في جو حميمي محتشم. بعد تقديم الفواكه،أشارت الزاهية
إلى العروسين بالوقوف.و قادتهما إلى غرفة النوم ،،حيث طلبت من العروس أن تقدم
رجلها اليمنى في الدخول .ثم تبعها العريس منحني الرأس..فأطلقت الزاهية زغردة
ثلاثية رنانة ،و أجلستهما على محلفة أمام مائدة مكسوة بغطاء ابيض. و قدمت لهما
التمر و كاسا من الحليبعلى العادة المعهودة ..ثم أحضرت صينية الشاي مرفوقة بطبق
بديع طافح باللوز، و الجوز، و التمر، مزوق بالحلوى.وقفت الزاهية أمامالعروسين،
مبتهجة منبسطة فهللت،، و صلت على النبي بصوت رخيم. وانحنت أمامهما وختمت داعية..
حفظكما الله  صبحكما بخير.. ثم خرجت موصدة
الباب وراءها