تخطيط وتدبير وتقويم درس الاجتماعيات موضوع مؤلف جماعي.. للكاتب عبدالرحيم الضاقية
موقع المنار توداي 25 اكتوبر 2020.عبد الرحيم الضاقية
ازدانت الحديقة التربوية بوردة معرفية وفكرية غناء جاءت لتسد خصاصا كبيرا
في مجال تدريسية المواد الدراسية بالمدرسة المغربية . وقد كانت المباردة من فريق البحث في ديداكتيك مواد الاجتماعيات،
بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق الذي ترجم هواجس معرفية ومهنية
وأسئلة عميقة في الديداكتيك والنقل المعرفي من خلال مؤلف جماعي اختير له عنوانا
مميزا وجامعا لمحتوياته “درس
الاجتماعيات : تدبيرا وتخطيطا وتقويما ” . وتنطلق إشكالية الكتاب من وضعية
حقيقية يتواجد فيها أستاذ/ة مادة الاجتماعيات وهو يلج المهنة ، حيث يجد نفسه أمام
معضلة متشابكة ، تتمثل في نقل هذه المعرفة العالمة (التي لم يُحَصِّل شطرا كبيرا
منها أصلا بحكم التخصص) إلى مستوى المعرفة القابلة للتدريس (أي ما يعرف بالنقل الديداكتيكي)، مع ما يتطلبه
هذا الاشتباك من ضرورة توافر عُدّة ديداكتيكية وبيداغوجية وسيكولوجية، وتقنيات
التنشيط والتحكم في مهارات التدريس وتدبير القسم ، وغيرها مما يفترض توفره في
المدرس/ة اليوم عامة… حتى تصبح هذه المواد/المكونات طيِّعة وفي متناول المتعلم؛
إذ هناك فرق شاسع بين التحكم في البنية المعرفية لهذه المواد/المكونات، والقدرة
على تحويل هذه البنية المعرفية إلى درس “ناجح” فعلا. وفي هذا الإطار
يأتي هذا المؤلف الجماعي لاقتراح مُنْجَزٍ تربوي يصبو إلى تقديم تصور عملي لبناء
درس الاجتماعيات – بعيدا عن اللغة الموغلة في التنظير – من فريق البحث في ديداكتيك
مواد الاجتماعيات، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، وهو فريق
اشتغل وانشغل، وجرب وخبر، طويلا الفعل التدريسي بمختلف أسلاك المدرسة المغربية في
أزمنة وامكنة مختلفة وبمقاربات/بيداغوجيات
متعددة، مما تم تطبيقه بهذه المدرسة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، كما استفاد
هذا الفريق من التجربة التي راكمها منذ اضطلاعه بمهام التكوين ضمن فريق شعبة
الاجتماعيات بالمركز سالف الذكر.وفي سبيل ذلك تم بناء المؤلف على أساس ثلاث أوراش
ذات دلالة على مستوى الممارسة الميدانية داخل الأقسام . فخصص الورش الأول من هذه الدراسة لبحث عملية التخطيط في
مستوياتها المتعددة، مع التركيز على التخطيط التربوي ،و توضيح مختلف المراحل التي
يمر منها تخطيط درس الاجتماعيات، والمرجعيات القانونية والمذكرات التنظيمية التي
يستند عليها مدرس/ة المادة، حتى لا يسقط في منزلقات تتيه بدرسه، وتبعده عن جادة
الفعل التربوي الناجح والسليم . وكان الورش الثاني عبارة عن تتبع عملية التنفيذ
الفعلي لدرس الاجتماعيات فيما يصطلح عليه بعملية تدبير التعلمات، التي تعد مرحلة
فاصلة في أجرأة ما تم تخطيطه وتنزيله بطريقة سليمة، تراعي وتستحضر مختلف مراحل
الفعل الديداكتيكي خلال الحصة الدراسية، وما يجب أن يستحضره المدرس من آليات
بيداغوجية تجعل من الأجرأة فنا تنزيليا مبنيا على خطة علمية محكمة، تعطي للفعل
التربوي معناه الحقيقي، وتبعده عن كل ما يشوش على التحصيل الدراسي . أما الورش
الأخير فقد خُصص لعملية أساسية و محورية
في الفعل التربوي عموما، وهي عملية التقويم، التي ترافق عمليتي التخطيط والتدبير
بالنسبة للدرس، لكنها تستقل عنه (أي الدرس) عندما تكتسي طابعا إشهاديا – حتى وإن
ظلت بحاجة إلى تخطيط وتدبير من طبيعة أخرى مختلفة – وفق أسس بيداغوجية سليمة، تكون مؤشرا على تحقق
الأهداف التربوية التي تم رسمها في مرحلة التخطيط، وتنزيلها في مرحلة التدبير
وبذلك يكتمل البناء العملي لدرس الاجتماعيات . ويذكر أن الكتاب من تأليف كل من د. الطاهر قدوري و د إدريس الحافيظ و د. عبد العزيز غوردو، وهو صادر ضمن منشورات المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق
بوجدة ويقع في 156 صفحة من القطع المتوسط .
الكاتب ..عبدالرحيم الضاقية مراكش