من يثق فيهم ؟؟؟….للكاتب مصطفى فاكر
موقع مناراليوم الاربعاء 06 يناير 2021. بقلم مصطفى فاكر.
بإقليم اليوسفية و مع اقتراب موعد الإستحقاقات العامة المقبلة
عاد إلى الساحة السياسية الكثير من الوجوه البارزة و المعروفة بالفساد في زمن الإستبداد من
الأعيان المستحوذين على الكراسي البرلمانية والمجالس المنتخبة تحديدا في شحذ
الآليات التنظيمية لأحزابهم و تجديد هياكلها مع تنظيم زيارات للدواوير
المهمشة و المنسية، أو بواسطة حملات في وسائل التواصل الإجتماعي عبر مريديهم
وأتباعهم… و بما أنهم راكموا من التجارب و الخبرات ما يجعلهم ينشرون جملة
من الوعود الإنتخابية الجوفاء غالبيتها أكاذيب سريالية مضحكة ومبكية في نفس
الآن مع تواجدهم المستمر في المناسبات من أجل قضاء مآرب الناس وحاجاتهم فقط
بل ضاعفوا من ذلك و أصبحوا يظهرون في الأعراس و الجنائز يتبعون الهالك إلى
قبره و يعانقون المصاب في مصيبته و أن اقتضى الحال يذرفون دموع التماسيح.
كل هذه الأمور تبقى روتينية وعادية ألفها الجميع و تعايش معها.
لكن المثير و المدهش حقا هو لجوء بعض الوجوه السياسية-إن صح القوق- و من والاهم
إلى رفع شعار كبير و فضفاض ،جميل و براق و جديد في الخطاب السياسي- التغيير – إنه
العجب أن نرى و نسمع في زمننا هذا و في بقعتنا الجغرافية هاته كيف أضحى مصاصي
الخيرات والنعم و معهم المافيات الإنتخابية المدججة بالمال الفاسد يرفعون شعار
التغيير و هم غارقون أخمص القدمين في ملفات الفساد وإهدار المال العام و الاغتناء
الفاحش يتغنون و يتشدقون به في المحافل و المناسبات دون خجل أو استحياء.
من حق كل فاعل سياسي أن يرفع ما يشاء من الشعارات بما لا يخالف
القوانين و الأعراف ، لكن أخلاقيا و منهجيا لا بد من إبداء الملاحظات التالية :منطقيا من يرفع شعار التغيير لا بد أن يأتي بسلوكيات و مشاريع
سياسية جديدة و مخالفة لما هو سائد لا استنساخ و إعادة ما تم إنتاجه من أنماط
فاشلة و موؤودة اقتصاديا و اجتماعيا .إن إطلاق الوعود المزيفة و استعمال المال لشراء الذمم و
الاصوات ليس من التغيير في شيء و من السخافة و الاستهزاء أن يرفع أي فاعل سياسي
شعار التغيير معلنا عن إعادة ترشيح نفسه و قد أبان في ولايته السابقة عن فشله و
ضعفه تدبيرا و تسييرا بل له ملفات عريضة في الفساد وهو الذي عمر طويلا في منصبه
دون نتيجة تذكر أو حقق لناخبيه و دائرته إضافة نوعية.إن التغيير الفعلي الذي يتجلى للعيان هو تغيير مظلته الحزبية
فيجده تارة مع اليمين و أخرى مع اليسار أو مع الوسط لا مبدأ و لا توابث يميل حيث
تميل مصالحه الشخصية .هؤلاء دأبوا على الترحال بين الأحزاب التي هي من صنيعة السلطة
شاركت في جل الحكومات التي تعاقبت و مغضوب عليها شعبيا
.علمتنا الحياة السياسية المنخورة و البائسة أن رفع الشعارات من
طرف هؤلاء الفاسدين و أبواقها لا تعنينا في قوتنا اليومي و لا في تحسين وضعيتنا الإجتماعية
و لم نعد نثق فيهم و لا بهم لأن التغني بها كالتغني بالديمقراطية ودولة الحق
و القانون و حقوق الإنسان هي فقط شعارات استهلاكية براقة و زائفة و على أن
الهدف من ورائها هو تضليل للمواطن و خداع له و تزييف للمبادئ التي تحملها قوى
المعارضة والتغيير الحقيقي.
الكاتب مصطفى فاكر