من وحي ذكرى مولد سيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم
موقع المنار توداي 28 اكتوبر2020. متابعة
شهر ربيع الأول هو شهر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بامتياز.
ففي مثل هذا الشهر ولد المصطفى وفي مثل هذا الشهر نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا
ثاني اثنين مهاجرا إلى المدينة ليبدأ تاريخا جديدا لأمة وفي مثل هذا الشهر
أيضا خيّره ربّه فاختار الانتقال إلى جواره وفقد المسلمون شخص رسولهم الكريم
ولكنهم لم يفقدوا سيرته وهديه ودعوته فرسول الله هو الرحمة المهداة والنعمة
المسداة من الله على الإنسانية وبالخصوص لهذه الأمّة . قال تعالى: (وما أرسلناك
إلا رحمة للعالمين )(الأنبياء:107) .
في هذا الشهر المبارك ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فشرّفت به
البلاد والعباد فكان منّة من الله ونعمة للعالمين: (لقد منّ الله على المؤمنين إذ
بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن
كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) (آل عمران:164) ذلك أنّ النبي كان منّة على
الإنسانية حيث أخرجهم من ظلمات الاستعباد والقهر إلى نور الكرامة والعزّة ونزع من
نفوسهم ما عرفوه من خضوع وذلّ للبشر. إن حب هذا النبي من حبّ الله سبحانه وتعالى
ولن يكتمل إيمان الفرد حتّى يكون حبّه لله وحبّه لرسوله حبّا متجذّرا في النفوس
مقدما على حبّ الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة والمال والتجارة مصداقا لقوله تعالى
: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله
فتربّصوا حتّى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )(التوبة:24) . ولكن
لسائل أن يسأل كيف يكون حبّ الرسول ؟ أهو مجرّد كلمة ينطق بها اللسان ومناسبة تمرّ
بنا كلّ عام نحتفل بها وكفى؟ الحقيقة أنّ حبّ النبي الكريم تعني طاعته والعمل
بسنّته والإقتداء بأخلاقه وشمائله العظيمة , فالإيمان بمحمد وحبه والاحتفال بذكرى
مولده ليس مجرّد مناسبة لملء البطون بما لذّ وطاب من الطعام والحلويات وكفى وليس
مجّرد مسح للوجوه بالكفوف وصلاة وسلام عليه عند سماع اسمه وكفى وإنمّا هي مسألة تخلّق
بأخلاقه النابعة من القرآن العظيم واتعاظ بدروسه وحكمه الغالية واستجابة لمنهجه :
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ
الله يحول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تحشرون)(الأنفال:24).
وهي كذلك مناسبة عظيمة لنا جميعا كآباء وأمّهات
ومربّين كي نتحدّث مع أبنائنا وبناتنا عن هذا النبي الكريم ونغرس في نفوسهم حبّه
والإقتداء به وأن نربيهم على خصال الصدق والتسامح في غير ضعف والمحبة والمحافظة
على العهد والأمانة وأن ننشئهم على خلق الحياء والستر وعلى الإيثار وعلى إعانة المسكين
وإغاثة الملهوف وغيرها من الصفات الحميدة التي لا يمكن لنا أن نأتي عليها كلّها .
فعلى هذا المعنى نحتفل بذكرى مولده وعلى هذا الأساس تكون الذكرى ذات جدوى ومعنى في
العقول وفي القلوب..””””.تورس. “”” .