للا رحمة نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ..الحلقة الخامسة .”الصيفة”
موقع منار اليوم الثلاثاء 23 فبراير 2021.
الضيفة
انهت
الزاهية طهي كل ما حضرته مما لذ وطاب، لتقديمه في الفطور للضيفة الكريمة و قالت
لسالم . البس جلبابك الجديد سنذهب لتلقي لآلة رحمة التي ستنزل بعد قليل. التحقا
بباحة حانوت عباس .ووقفا ينتظران، وعينهما على الطريق القادمة من الدار البيضاء.
بعد برهة توقفت الحافلة ، و نزلت لآلة رحمة مشمولة في لحافها،حاضنة لصرتها
فأشارإليها سالم مرددا ها هي…هاهي…فأسرعت الزاهية و تلقتها مسرورة وعانقتها
مرحبة.. أهلا و سهلا لآلة رحمة ،،نهار كبير هذا عندنا. أما سالم فأردف وراء الزاهية
.. على سلامتك… مرحبا بك. شدت الزاهية من يد ضيفتها، وأخذتا جنبا إلى جنب المسلك
المختصر الذي يؤدي إلى المنزل. جالت لآلة رحمة ببصرها في الأفق، و تراءى لها فضاء
بنايات المسكن وسط الأشجارو الغراس، ومساحة الأرض المحيطة بها فقالت.. تبارك الله
على حطتكموحوشها.أما سالم فقد سبق إلى المنزل من جهة الحظيرة ليتفقد الماشية.ولجت
الزاهية الباب صحبة الضيفة ،مرحبة بها من جديد، وأدخلتهاإلى غرفة الضيافة .حيث
كانت طبلية الفطور جاهزة.تحتوي صينية الشاي وأطباق الفطائر ،والخبز،والزبد البلدي،
و السمن و العسل الحر.أخذت الزاهية تدعو ضيفتها إلى تناول الفطور وتقدم لها
المشهيات.أما سالم فقد قبع مطأطئألراس،يتناول الخبز بالسمن والعسل .و يرتشف الشاي
في صمت ،و يتتبع هيأة الضيفة و حركاتها و سكناتها. عند الانتهاء من الفطور شدد على
الزاهية و أوصاها على الاعتناء بضيفتها لآلة رحمة، و تفسحها في الحديقة بين أغراس
الكرم ،و الزيتون و دوالي العنب. و كذلك فعلت .فبدأت الفسحة بجولة على مرافق
المنزل ،فأطلعتها على غرفتها التي تتميز بستار شفاف مزركش على الباب .و ملاءة
مفروشة فوق لحاف صوفي مبطن.. ثم عرجت على غرفة سالم ،التي تحتوي على سرير حديدي سميك مفروش بلحاف صوفي، و صوان خشبي للملابس ،و صندوق خاص للتخزين
.وأخيرا أطلعتها على الغرفة الخاصة بالزائرين من الأهل و الأحباب. بعد ذلك ابتدأت
الجولة الخارجية ،و شملت زيارة حظيرة المواشي،، و زريبة الأغنام، ومرتع الدجاج
،والبط ،والديك الرومي، و يحيط بكل ذلك سياج منيع مرصوص بالأشواك. توجهت الزاهية
بضيفتها نحو باحة البيدر. فجالت لآلة رحمة ببصرها في فضاء المزرعة.و رفعت رأسها إلى
السماء مستنشقة الهواء النقي و قالت :الجو هنا عندكم معتدل، جميل و منعش. وأضافت
الزاهية، معللة ان المنطقة قريبة من شاطئ البحر فهو على بعد كيلومترين
اثنين.وانتهت الجولة بفسحة في عرصة البطيخ و الفقوس،و الطماطم ،والبصل، و القرع ،و
غير ذلك. عادت لآلة رحمة صحبة الزاهية إلى المنزل مسرورة، مبتهجة،بعد هذه الفسحة
الاستطلاعية الممتعة.ثم خلدت إلى الراحة في غرفة الضيافة. بينما الزاهية التحقت
بالمطبخ ،وشرعت في تحضير وجبة الغذاء. اما سالم فما زال في باحة البيدر، مع
المواشي ،لكن عقله مشغول بلالة رحمة يتتبع في مخيلته هيأتها،وحركاتها ،وسكناتها وهي
تتفسح ،وتتحدث مع الزاهية..يتبع ..