المستقبل المجهول..للكاتب مصطفى فاكر
|
موقع منار اليوم الثلاثاء23فبراير 2021.بقلم مصطفى فاكر.
لا يختلف اثنان على
من يتابع و يتدبر الأمور المفتعلة فيجد نفسه مستعدا لأية مهمة تنتظره و ينتظرها
بشغف لتحقيق حلمه.
هذا شأن جيل الضياع و
الفراغ، حيث أصبحوا مادة دسمة لتحليلات سياسية و منصهرة في زمن العولمة تغلب عليه
المحسوبية و الزبونية خاضع للقانون التجاري بين العرض و الطلب.
و لعل هذه المعطيات
تجعل كل مثقف غيور على وطنه و له حس وطني بما آتاه من مواصفات يتدارك الأمر بكل
موضوعية و يحتج و يعترض و يعرض كل الخروقات التي قد تطال كل المستويات… و في نفس
الوقت ينصح ليفك جدار الصمت.
رغم أن الإحتجاج
اليوم أصبح عقيما في كل ربوع المملكة و كل تغيير مرتبط بتطور الأفكار إلا أن الواقع
في الأصل لا يتغير و لا نستطيع تغيير ذوي الشعارات الرنانة إلا بصبر أيوب.
و المثير للجدل هو
كيف نبدد هذا الإنغلاق الجاثوم على عقول المسؤولين و الساهرين على التسيير بكل
القطاعات و بدون استثناء، لننطلق ببوادر حلم جديد يقطع مع صراعات الإحتكار السياسي
و الإقتصاد في زمن نتبجح به بآليات الديمقراطية و الدفاع عن حقوق المواطن البسيط
لضمان عيشه الكريم.
إن ما يثير مشاعر
الغضب و القلق هو هزات الشباب المعطل و المغلوب على حاله و الذي يسعى جاهدا إلى تحطيم
ذلك الجدار الخفي و البوح في وجه المسؤولين بمختلف مراتبهم و صفاتهم سواء موظفون
عموميون أو منتخبون فقط من أجل فهم طموحاتهم و الإعتراف بقدرته حتى يجد نفسه في
مستوى التحديات و الوعي بتصرفاته و تحديد أحلامه، ظنا منه أنها الأساس ليسمع صوته
في عالم جريح بأعلى صرخاته.
أيها المسؤولون:
مستقبل أبناءنا و جيلنا بين أيديكم، أنتم سبيل لتحقيق أهدافنا و أحلامنا.
أيها المسؤولون أنتم
المتحكمو ن عن بعد سفينة الحلول و النجاة.
سمعنا بمبادرات
التشغيل، التوظيف، التنمية، سمعنا كما سمع السابقون منا.. و سمعنا ما سيردده
اللاحقون من بعدنا.. و لا أثر من سياستكم و وعودكم.
أنقذوا شبابنا و
وطننا قبل فوات الأوان، قبل أن تهب ريح عاتية و تصفع بكم في غيابات الجب و تهدم
أفكارنا و تحد أحلامنا.
أيها المسؤولون نريد
من يفهم رسائلنا و يحلل أفكارنا و يضمن حقوقنا و يشخص أحاسيسنا و يجعل خيالنا
واقعا… نحن في أمس الحاجة لمن يدافع عنا قبل فوات الآوان.
كفى من شعاراتكم
الطنانة في مؤتمراتكم و داخل أسقف مكتبكم المكيف “فأنتم صورة لماضينا و فخر
لمستقبلنا” أنتم جيل الغد”شعار أمجادنا و أحلامنا و جيل ديمقراطيتنا“.
كفاكم عنا من لغة
الخشب، أنتم لا تمدون لنا يد المساعدة. أنتم من أغلق في وجهنا الغد المشرق.. أنتم
من يقف سدا منيعا بيننا و بين أهدافنا… أنتم من يتحمل ما آلت إليه الأوضاع.
الكاتب ..مصطفى فاكر الشماعية