أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » “للا رحمة نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ،الحلقة الثالثة “” لقاء”

“للا رحمة نص قصصي يكتبها لمنار اليوم في حلقات ذ/ امحمد بن الهاشمي شعالي ،الحلقة الثالثة “” لقاء”

 


موقع منار اليوم الخميس 18 فبر اير 2021.

لقاء

حوالي الساعة 12 زوالا أرست الحافلة أمام
مقهى ،وسط المجمع السكني سيدي علي. على مشارف مدينة آزمور.استفاقت لآلة رحمة من
غفوتها على أصوات مناداة الباعة المتجولين للفواكه، و الحلويات .فطلبت من احد
الباعة مناولتها علبة بسكوت ،و قنينة ماء معدني. فاستوت في مكانها و أخذت تقتات و
تروي جوفها من العطش . وقف عليها رجل سبعيني، طويل القامة ، يتوسل ان تسمح له
بالجلوس في المقعد المجاور لها.رفعت لآلة رحمة رأسها و حازت صرتها قائلة : تفضل
،اجلس بكل فرح سيدي.جلس سالم محتشما،فوضع حقيبته بين رجليه وعقب : العفو سيدتي.
أحنت رأسها و لم تعقب. بعد فترة وجيزة استأنفت المركبة السلحفاة سيرها في اتجاه
الدار البيضاء ،عبر الطريق الساحلي. حين قطعت مدار مدخل آزمور، برزت للعيان أسواره
الأثرية، الشامخة التي تطل على مصب وادي أم الربيع الشاسع الهادئ ،تتناثر على سطحه
مراكب صغيرة راسية. جالت لآلة رحمة ببصرها من النافذة على هذا المنظر الخلاب
.فتنهدت معبرة بصوت خافت..” شيالاه مولاي بوشعيب الرداد مول السارية”
الله ينفعنا ببركتك. ثم التفتت نحو الرجل القابع يمناها تسأله: اسمح لي يا سيدي من
أي مكان أنت في ” الخوت”…فرد عليها بأدب مطأطئ الرأس.. أنا لآلة أصلي
من الوالجة سوقنا هو اثنين الشتوكة. ثم استرسل يتكلم عن نفسه بهدوء. كنت هذا الصباح
في زيارة الطبيب بمستشفى بلعياشي ،القريب من لآلة عائشة البحرية. وذلك من اجل
إجراء فحوص للمراقبة الطبية لأنني كنت مصابا بمرض في الصدر و شفيت و الحمد لله.
فالتفتت وأشاحت العصابة وهناته مستبشرة.. على سلامتك سيدي الله يزيد في راحتك. أحس
سالم بقشعريرة سرت بداخله ،لأنهما عدا الزاهية أخته لم يهتم به أحد مثل هذا
الاهتمام فيسأله عن صحته و يدعو له. اقتربت الساعة من الواحدة زوالا ولم يبق إلا
عشرة كلومتر لتصل الحافلة إلى ملتقى طريق اثنين الشتوكة ،حيث يوجد مسكن سالم
بالقرب منه.تهيا سالم ليرد الجميل و يهتم بلالة رحمة كما اهتمت به فسألها محتشما..
و أنت سيدتي من أيأنت في ” الخوت”. أمالت رأسها نحوه و ردت بصوت خافت.
أنا سيدي دكالية سوقنا هو أحد أولاد أفرج . إني ذاهبة عند ابنتي في ليساسفة بالدار
البيضاء. و أردف يعرف بنفسه أكثر. أناعسكري متقاعد أعيش وحيدا مع أختي الزاهية
قرينتك في السن وهي التي تتكفل بي لان زوجتي توفيت رحمها الله هذه أربع سنوات.
فالتفتت إليه محدقة في محياه متأسفة ..مسكين أنت يا سيدي الله يكون في عونك. بارك
الله فيك عقب سالم وتجرأ وقدم لها دعوة لزيارة أخته الزاهية كي تتعرف عليها عند
عودتها من الدار البيضاء. فقبلت لآلة رحمة الدعوة دون تردد. وأ كدت له أنها ستعود
مع الحافلة يوم الأربعاء ما بين الساعة السابعة والثامنة صباحا. توقفت الحافلة عند
ملتقى طريق الشتوكة فنهض سالم و ودع لآلة رحمة قائلا..سننتظرك هنا ان شاء الله أنا
و الزاهية فاومات إليه بالموافقة و طلبت منه إن يسلم عليها
.