للا رحمة نص قصصي يكتبه لمنار اليوم امحمد بن الهاشمي شعالي ..الحلقة الثامنة ..”كتب الكتاب”.
موقع منار اليوم الاحد 28فبراير 2021.
كَتبٌ الكتاب
في
المساء، طلب سالم من الزاهية أن تخبر لآلة رحمة،كي تستعد لكتابة عقد الزواج بها
غدا الاثنين.إن شاء الله. بعد العشاء ،ولجت الزاهية إلى غرفتها رفقة
ضيفتها.واستأنفتا جلسة الأنس،والتودد ،فزفت إليها بشرى كتب الكتاب غدا مع سالم.
فتعانقتا مبتهجتين مرددتين.. الحمد لله سنعيش مع بعضنا تحت سقف واحد. صباح يوم
الاثنين،آتى سالم بسيارة أجرة خاصة إلى حد باب المنزل. لتنقله مع أخته،ولآلة رحمة
إلى سوق اثنين الشتوكة. عند الوصول، دخلوا إلى رحبة الأثواب، و النعال ،فناول سالم
أخته قدرا من المال كي تشتري للآلة رحمة ما يخصها و يروقها.فبدأتا تتجولان في
الرحبة و تتفحصان السلع المعروضة، فتم اقتناء ما يلزمها.شال متهدب ابيض اللون، و
جبة حرير ناعم قصبي اللون، و شقة هفهافة منفرجة ،و خف أصم اخضر مطرز.سرت لآلة رحمة
بحوائجها المختارة. و تابعت الزاهية تسوقها ،فعرجت على العطار موسى، حيث ينتظر سالم
الذي حث الزاهية أن تتحرى ما تبقى من مستلزمات العروس في “النفقة” ،و
المواد، و السلع المطلوبة. ومباشرة بعد الانتهاء من قضاء جميع الحاجات الازمة.
التحقوا جميعا بمكتب العدول قرب مقر الجماعة القروية. سلم سالم على العدل سي مبارك
،و بجانبه لآلة رحمة و اعلمه انه يريد أن يكتب عقد الزواج بهذه السيدة. فجلسا
أمامه ومد إليه بطاقتي تعريفهما.و شرع العدل في تدوين المعلومات،و طرح عليهما
الأسئلة المعهودة حول الاتفاق المبرم بينهما ،لتحرير عقد الزواج. و في نهاية كتابة
العقد رفع سي مبارك يديه إلى جانب مؤازره سي عبد المالك، و عمدا إلى قراءة الفاتحة
،و اتبعها بالدعاء المألوف في طلب التوفيق والتيسير، والبركة ،في هذا الزواج. شكر
سالم الفقيهين على مباركتهما .وأدى واجب أتعابهما،وتنحى مع عروسته إلى جانب المكتب
.فبادرت الزاهية الى معانقتهما و الدعاء لهما بالصحة و العافية و التيسير. فأمر
سالم اخته بشراء الخضر، والفواكه المطلوبة والالتحاق به رفقة لآلة رحمة في محطة
التاكسيات.وعرج على المجزرة فاقتنى ما يكفي من لحم و كبد و قلب. استأجر سالم سيارة
أجرة نقل خاصة .و عاد مع ذويه إلى المنزل بعد الزوال من الحامدين الشاكرين على ما لقيه اليوم من تيسير
و بركة. دخلت الزاهية رفقة العروسة إلى غرفتها لامعان النظر في الملابس ،والأقمشة
الجديدة و الحاجات الأخرى.فعبرت الزاهية عن إعجابها، و سرورها، و هنأت من جديد
العروس بقولها..” تبارك الله على لآلة رحمة ،تساهلي كل الخير أكثر من هذا
الشئ” فعقبت العروس “.. الله يخلف عليكم انتم موالين الخير”. بعد ذلك أوجدت صينية الشاي.و قطعت طرفي الكبد،
والقلب أقراطا صغيرة. ووضعتها في المشواة على لهيب الجمرالمتقد. حضر سالم و تحلقوا
جميعا حول الطبلية .وضعت طابق المشوي و كسرت الخبز و همهمت ..لقد أنهكنا الجوع
باسم الله نسد الرمق إلى أن احضر العشاء.
بدا سالم و عروسه يأكلان بتعفف ،ويتبادلان النظرات خلسة فبادرت الزاهية إلى
حثهما على الأكل معلقة.. “مالي أراكما خجلانين كولا تقوتا ” فردت
لآلة رحمة.. تبارك الله عليك لآلة الزاهية الشواء طازج محمر و لذيذ