
ظاهرة التبرج بثانوية القدس التأهيلية بالشماعية الى اين؟
موقع المنار توداي الخميس19 نونبر 2020.
قادتنا جولتنا ذات صباح الى ثانوية القدس التأهيلية بالشماعية، بعد
نظرة المجتمع المحلي الدونية الى بعض
تلميذاتها ، فكانت المفاجأة حيث رصدنا فتيات تلميذات في عمر الزهور متزينات بكل
انواع والوان الماكياج الرخيص والملابس
الفاضحة والهواتف النقالة ،تنفر منها النفوس ،ضاربات بذلك عرض الحائط كل ما يمت
بصلة للآداب والاخلاق وحرمة المؤسسة ، في مشاهد يخيل من مظهرها ،اننا في قاعة
افراح او دور للعرض أو انهن ذاهبات لحفل زفاف او مناسبة ..ولا يمكنك غض بصرك وسط
تسريحات شعر غريبة وطلاء اظافر وماكياج
لتلميذات ثانوية القدس اليوم، وكأن الامر لا يوحي بأنهن متمدرسات ، وبينما
نحن ندق النظر في الواحدة تلوى الاخرى ، اذا بتلميذة قصيرة القامة ممتلئة القد ،
كان شكلها غريبا ، ملفتا للنظر وفي ذات الآن منفرا، تضع على وجهها مساحيق تجميل بألوان
مختلفة ، وشعرها عار ذو تسريحة عبثية ، مع ارتداء سروال ضيق وحداء رياضي ، فبثانوية
القدس التاهيلية بالشماعية الامر خرج عن نطاق الادارة التربوية ولم تعد تتحكم في
ظاهرة الماكياج بالمؤسسة ،وايضا اولياء وآباء التلميذات الذين يتحملون المسؤولية
في ترك بناتهن يخرجن من المنزل في هذه الحالة ويمنحهن الحرية الكاملة للقيام بمثل
هذه التصرفات ومنهم من يدعمونهن على
ارتكاب هذه الممارسات ،الامر الذي يستدعي من الادارة التربوية سن قوانين من شأنها
ان تردع الفتيات عن التبرج ضمن القانون الداخلي للمدرسة ،لأن ماكياج التلميذات
يقلل من احترامهن لأنفسهن وللمؤسسات التربوية التي ينتمين اليها ولأساتذتهن ،الامر
الذي يعكس تربيتهن بشكل عام . وفي هذا الصدد قد تكون هذه الظاهرة الدخيلة على
مؤسسة القدس ناتجة عن عدة عوامل اسرية او اخرى ، تترجمه التلميذة بسلوكيات لا واعية
غالبا ما تكون في خفاء عن الاهل ، فمن المتمدرسات المتمكيجات قد يضعن المكياج خفية
خارج المنزل ، في اي مكان آخر بعيدة عن دويها ، كشكل من اشكال التحدي لقيم المجتمع
لفرض انفسهن فيه،ان اهمال اولياء وآباء التلميذات لشؤون بناتهن ، وعدم تدخل ادارة
المؤسسة لفرض قانون داخلي يمنع تبرج التلميذات و الماكياج وكل شيئ يسيئ بسمعة وحرمة المؤسسة ، سيكون له
وقع سلبي وستنتشر الحمى وسط التلميذات في جميع المستويات الدراسية. في المقابل ان
ثانوية القدس التأهيلية تحتضن داخل فضائها تلميذات ذات اخلاق عالية ، تشبعن بالعلم
والثقافة والعفة والاخلاق الحسنة ، قدوة لجيلهن ، رسمن مسارا دراسيا متميزا ،
يحدوهن امل ومستقبل مشرق في افق التمكين من العلم والمعرفة ، كالعديد من الاطر
العليا التي درست بالثانوية التأهيلية القدس ، وتمكنت من شغل مناصب كبيرة في القطاعين الخاص والعام من كلتى الجنسين.