الكاتب عزيز لعويسي يندد من المغرب اساءة قناة الشروق الجزائرية الى الملك محمد السادس ،و ينتقد قناة “الواد الحار” ..
موقع منار اليوم الثلاثاء 16 فبراير 2021.- بقلم : عزيز لعويسي
ما صدر عن قناة “الواد الحار”
الجزائرية من ممارسات “نسوانية” ومن تصرفات مراهقاتية “شاذة”،
قد يعكـس في شكله صورة الإعلام الجزائري “المروض” و”الخاضع”
و”المنبطح”، والذي لا يجد حرجا أو حياء في الكشف عن عورته لتلبية شذوذ
وعقد ومكبوتات من يتحكم في أزراره “عن بعد”، بعيدا كل البعد عن الممارسات
المهنية والأخلاقية التي يفترض أن تتأسس خطوطها التحريرية على خدمة المواطن،
والتعبير عن هموم وتطلعات المجتمع والإسهام في بناء صرح القيم والرقي بمستوى
الأذواق، لكنه من حيث الجوهر أو المضمون، يشكل مرآة عاكسة للصورة الحقيقية لنظام
بائس وعابث مثقل بمشاعر الحقد والعداء والضغينة، بسبب “عقدة” عصية على
الفهم والإدراك اسمها “المروك” أو “المغرب”.
ما قامت به قناة “الواد الحار”،
لايمكن تصوره إلا داخل زريبة “المراهقة الإعلامية” التي باتت آخر أوراق
نظام “متحجر” لازال وفيا كل الوفاء لعقيدة الحقد والعداء ضد المغرب، في
انتهاك صارخ لعلاقات حسن الجوار واعتداء شنيع على ما يربط الشعبين الشقيقين
“المغربي” و”الجزائري” من أواصر الأخوة والقرابة والدم، ونسـف
“غير مبرر” لأية رغبة في “المصالحة” على غرار ما حدث في البيت
الخليجي، و”المضي قدما” نحو مستقبل أفضل تتحقق معه أحلام البلدين الجارين
وتطلعات الشعوب المغاربية بأكملها، في التنمية والسلام والعيش المشترك، بعيدا عن
جائحة النعرات والدسائس والمناورات التي لم تعمق إلا بؤر الحقد والعداء ..
قناة “الواد الحار” فضحت ما هو
مفضوح وكشفت بغباوة عن “مستور” ما باتت عليه حالة من يتحكم في حركات
وسكنات اللعبة السياسية في الجزائر من ارتباك وعزلة وشك وتردد وشرود، في ظل ما
حققته الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس من نجاحات
وازنة على أكثر من مستوى، وما تحقق ويتحقق في الداخل المغربي من “دينامية
تنموية” متعددة الزوايا، يوازيها إشعاع إفريقي وعربي ودولي، عاكس لدولة “مسؤولة”
تحمل خلفها إرثا تاريخيا وحضاريا ضاربا في القدم، تراهن على أسلحة
“الأمل” و”التنمية” و”الأخوة” و”الصداقة”
و”التضامن” و”السلام” و”العيش المشترك”، بينما صناع
أوهام الانفصال والتشرذم في الجزائر، ظلوا – طيلة عقود – تلاميذ أوفيـاء لفلسفة
“متجاوزة” تتأسس على عقيدة “العداء للمروك” وما يدور في فلكها
من “مناورات” و”دسائس” و”تحرشات”
و”قلاقل” و”نعرات”.
قناة “الواد الحار” ومن يتحكم في
أزرارها، كانوا يراهنون على “البوز النسواني” ويعولون على المساس برمز
البلاد بوسائلهم القذرة، لكنهم وهم لا يعلمون وقعوا في فخ الغباء الدبلوماسي والسذاجة
السياسية، لأنهم كشفوا عن “سوءة” خبثهم وانحطاطهم ووقاحتهم وجبنهم،
وكشفوا بالواضح والملموس عما وصلوا إليه من “عزلة” و”شرود”
و”تيهان” في ظل ما تلقوه من نكسات وخيبات أفقدتهم كل الأوراق إلا ورقة
“الإعلام المنبطح”، وأثبتوا – بانعدام مسؤوليتهم – مدى نجاعة اختيارات
وتوجهات “الدبلوماسية المغربية” التي لم يكن أمامها من بديل أو خيار،
ســوى الرهان على “إفريقيا” ترسيخا للعلاقات جنوب-جنوب، ومد جسور
الصداقة والتعاون المشترك مع الأصدقاء والأشقاء، خدمة لقضايا الأمن والاستقرار
والتنمية الشاملة ..
قناة “الواد الحار” أسقطت ما تبقى
من القناع، وبات واضحا أن “الجغرافيا” لم تكن رحيمة بالمغرب لأنها فرضت
عليه “جارا” جعلنا نقتنع يوما بعد آخر، بما قاله الآباء والأجداد عن
الجار (الجار قبل الدار)، ونرى أن خير جواب على سلوكها الساقط، ما تم تسجيله من ردات
فعل جماعية في أوساط الشعب المغربي بكل انتماءاته الاجتماعية والمهنية، توحدت في
التنديد بما صدر عنها (القناة) من تصرفات بئيسة لا صلة لها بالصحافة المهنية
والأخلاقية ولا علاقة لها بضوابط المسؤولية والاحترام، وهي ردات فعل عاكسة لعمق
المشاعر الصادقة التي تربط بين العرش والشعب، ولقوة أحاسيس المحبة والاحترام
والتقدير التي يوليها المغاربة لشخص الملك “محمد السادس” حفظه الله،
الذي طالما خاطب الجزائر بلغة “اليــد الممدودة” التي لم تجد العقلاء
والحكماء، ولن تجدها أبدا في لعبة سياسية تسيطر على أطوارها شرذمة من الحاقدين والعابثين
والمتهورين الذين لم ييأسوا من لعبة “المعاداة”، ولم يتفطنوا بعد أن كل
ما يحيكونه ضد المغرب من وراء حجاب، لن يكون إلا استنزافا للطاقات وإهدارا
للمقدرات الذاتية، وتغريدا “خارج السرب” في في مجال عالمي وفي مناخ
“جيواستراتيجي” لايؤمن إلا بلغة “الأمن”
و”الاستقرار” و”التنمية” و”التعاون” و”العيش
المشترك”.
وقبل الختم، نشير إلى أنه لم نجد من توصيف
لهذا المقال سوى عنوان “قناة الواد الحار”، وهي صرخة في وجه كل إعلام
جزائري “منبطح” ينتهك حرمات مهنة “صاحبة الجلالة” ويجعل منها
مهنة للتسول والاسترزاق والمصالح الضيقة والعبث والانحطاط القيمي والأخلاقي .. هي
صرخة في وجه كل إعلام “مروض” بات “لعبة قذرة” خادمة لأجندات
من يبسطون الأيادي على المشهد السياسي الجزائري .. هي صرخة في وجه كل المصابين
بعقدة “المروك” الذين لازالوا أوفياء لعقيدة العـداء الخالد .. صرخة في وجه
كل من ينشر الفتنة ويزرع بذور التفرقة والتشرذم والشتات، وكل من يصد أبواب التنمية
والأمل والازدهار ويحرم الشعوب من فرص الأمن والسلام والتعاون والعيش المشترك ..
هي صرخة في وجه كل “دبلوماسية” فاشلة فاقدة للبوصلة لاتجد حرجا في الأدوات الحقيرة لكسب نقط في “مباراة
محسومة”.. هي صرخة ضد الوقاحة والجبن وقلة الحياء و”قلة الترابي”
.. ونستثني من كل هذا.. “الشعب الجزائري الشقيق” الذي نكن له كل
الاحترام والتقدير ونبادله كل المشاعر الأخويـة الصادقة، وهي فرصة سانحة لنثمن كل
الإخوة الجزائريين الذين نـددوا من جهتم، بما صدر عن “قناة الواد الحار”
من ممارسات حقيرة ومنحطة.
ونختـم بالقول : أيها “الحاقدون”
و”اليائسون” .. لقد اخترتم طريقكم واخترنا طريقنا .. لكم عالمكم ولنا
عالمنا .. قافلتنا تسيـر برؤية مسؤولة ومتبصرة .. وسنستمر في السير مهما تعالت
صيحاتكم .. ومهما اشتدت مشاعر عدائكم لنا .. فنحن نحبكم .. ولن ننزل أسفل سافلين
لنصنع “لعبة قـذرة” كما صنعتم .. مهما قابلتمونا بالكره والعداء ..
سنقابلكم بالحب واليد الممدودة وبشعار “خاوة .. خاوة” … وإذا لم
تستحيوا، فافعلوا ما شئتـم …
الكاتب ..عزيز لعويسي المحمدية المغرب.