أخر الأخبار
الرئيسية » الارشيف » الملك “محمد السادس” .. خط أحمـر.. للكاتب عزيز لعويسي.

الملك “محمد السادس” .. خط أحمـر.. للكاتب عزيز لعويسي.

موقع منار اليوم السبت 13 فبراير 2021.- بقلم : عزيز لعويسي

منذ أن حسم المغرب قضية الكركرات، ووضع حدا
لتصرفات وحماقات قطاع الطرق من انفصاليي جبهة الأوهام، كثر النهيق واشتد النباح
وارتفعت جرعات السعار في أوساط أعداء الوحدة الترابية للمملكة من حكام الجزائر
ودعاة الأوهام في مخيمات البؤس والعار بتندوف، وفي ظل ما أعقب حادث الكركرات من
نجاحات دبلوماسية باهرة سواء في ظل نجاح “دبلوماسية القنصليات” أو على
مستوى “الاتحاد الإفريقي” الذي أفشل محاولات الأعداء في استصدار قرار
يدين التدخل العسكري المغربي في الكركرات، أو في “الاعتراف الأمريكي بمغربية
الصحراء” أو “في “حجم الاستثمارات” التي تدفقت أو ستتدفق على
الصحراء المغربية بعد الاعتراف الأمريكي، أو 
في “كسب الدعم الخليجي للقضية الوطنية” أو في “استئناف
العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”، أو في ظل “الحضور القوي للمغرب في
العمق الإفريقي” أو في “حجم الدينامية التنموية” التي شهدها
ويشهدها المغرب على جميع المستويات “بدون بترول أو غاز”، في ظل كل هذه
النجاحات والمكاسب كان من الضروري أن تتعمق بؤر الحقد والكراهية لدى صناع البؤس
والعبث، وكان من المتوقع أن يتوالى النهيق والنباح والسعار من جانب كل من يتقاسمون
“عقدة المغرب”.
نجاحات المغرب الباهرة على جميع المستويات،
تعني بالنسبة لحكام الجزائر المزيد من النكسات والإخفاقات والمزيد من الضغط
والحصار، مما أدخلهم في زوبعة من الحمق والجنون تتقاطع فيها تيارات العزلة
والبلادة، كانت كافية ليكشفوا عن سوءة ما يحملونه من عداء وكراهية عصية على الفهم
والإدراك للمغرب ولوحدته الترابية، وبما أن الأحمق أو السفيه تصرفاته لايعتد بها،
فلا يمكن إلا مواساة الأعداء على خبثهم والتأسف على حمقهم الذي وصل حد الجنون،
بتعبئة الإعلام البئيس والخائب والمفلـس لاستفزاز المغرب والتحرش بوحدته الترابية،
عبر التفنن في إخراج وفبركة سيناريوهات مزيفة لتضليل الرأي العام وتجييش الشارع،
لا وجود لها في الواقع إلا في العقول “الصغيرة” و”المراهقة”
التي وقعتها بمداد الغباوة والبؤس والانحطاط، وبما أن الحمق والجنون ليس لهما حدود
وعتبات، فقد امتدت زوبعة الارتباك إلى البرلمان الجزائري الذي وبدل الالتزام
بقواعد وأعراف العمل البرلماني، لم يجد أعضاؤه حرجا في التقدم برسالة إلى الرئيس
الأمريكي المنتخب “جو بايدن” لدفعه إلى التراجع على ما أقدم عليه سلفه
” ترامب” بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء، ولايمكن مرة أخرى إلا أن نتأسف
على حال من “أفتى” بكتابة الرسالة وعلى من كتب وحال من كان يتوقع موقفا
جديدا من “أمريكا بايـدن”، لكن يمكن أن نتفهم “الرسالة” إذا
ما استحضرنا أن من أفتى بها وعلق عليها غسيله، لايؤمن إلا بعقليـة
“الزريبة” وثقافة “التسول” و”المساومة” ولا بمنطق
“الدولة المسؤولة”.
قد نتفهم أن ينزلق البرلمان الجزائري ويقحم
نفسه في فنجان الكراهية ضد المغرب، وقد نتفهم أن تتحرك عجلات الإعلام المفلس
للدعاية لأحداث ووقائع لاتوجد إلا في عقول من فبركها أو أمر بها، لكن أن تقود
الوقاحة والجبن والغباء هذا الإعلام “المتحكم فيه” للمساس بصورة ومكانة
وسمعة ملك البلاد “محمد السادس” حفظه الله، فلا يمكن الصمت أو التردد أو
الاكتفاء بالفرجة، فما قامت به القناة 
التلفزيونية “النكرة” من إساءة مباشرة لشخص الملك ولثوابت الأمة
المغربية، هو سلوك غاية في التخلف والتوحش بعيدا كل البعد عن الرسالة النبيلة
للصحافة المهنية والأخلاقية، لايمكن فهمه أو تفهمه إلا داخل مفردات
“القذارة” و”الصعاليك” و”قطاع الطرق”
و”الانحطاط القيمي والأخلاقي”، وهي أساليب “صبيانية” و”مراهقاتية”،
عاكسة بجلاء لما وصل إليه أعداء الوطن من “الغباء” و”الجبن”
و”الحقد” و”الهستيريا” و”السعار” بعدما تم فقدان كل
الأوراق والمواقع، ولم يعد في جعبتهم إلا تحريك “دمى” الإعلام “المفلس”
و”المزيف” و”المروض” و”الخاضع”، الذي لا يجد حرجا
في الإبقاء على سوءته مكشوفة لتلبية رغبات كل الزبائن أو بتعبير أدق
“شهوات” كل “المرضى” المصابين بعقدة عصيـة على الفهم والإدراك
اسمها “المغرب”، الذي يحمل إرثا تاريخيا وحضاريا وأعرافا دبلوماسية
ضاربـة في القدم، هو أكبـر من أن يحركه “منتـوج إعلامي ساقط” وأكبـر من
أن تربكه ممارسات “مجنونة” لا تقو حتى على تحريـك “فنجان
قهـوة”.
المغرب أيها “الإعلام الساقط” أكبر
من أقلامكم الحقيرة وأكبر من صفحاتكم ومواقعكم 
التي تحاكي “أوكار الدعارة” في ممارسات “الوقاحة”
و”الخبث” و”الانحلال”، وأكبر من “خطوطكم التحريرية”
التي لا تتجاوز حدود “آلة التحكم” التي يتم التحكم في أزرارها “عن
بعد”، و”ملك المغرب” أشرف من “ألعابكم الورقية” الحقيرة
وأرقى من “خططكم الوضيعة”، إذا كنتم تراهنون على “المساس
بالمغرب” بأدوات بئيسـة “من وراء حجاب”، نذكركم أن “المغرب في
صحرائه والصحراء في مغربها”، إذا كنتم تراهنون بأفعالكم السامة على كسب بعض
النقط وربح بعض الأوراق، نثير انتباهكم أن المبــاراة انتهت بشوطيها الإضافيين،
والنتيجة العصية عليكم، “اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء” وإقبال إفريقي
وعربي ودولي على “دبلوماسية القنصليات”، إذا كنتم تطمحون لإعادة التموقـع،
نذكركم أن المغرب بات “معادلة صعبة في إفريقيا” وثاني مستثمر في إفريقيا
“بدون نفط ولا غاز” إلا بأسلحة التنمية والأخوة والصداقة والتضامن
الإنساني، بعيدا عن الدسائس والنعــرات وأوهام التشرذم والانفصال، إذا كنتم
تنتظرون الفرصة لإسقاط المغرب، نحيطكم علما أن المغرب أقـوى بمؤسسته  الملكية “المسؤولة”
و”الرصينة” و”المتبصرة”، وقوي بتاريخه المشرق وقـوي بحضارته
الضاربة في القدم، وقوي بتضامنه وتماسكه وارتباطه بثوابته الوطنيـة والدينيـة،
وقوي بقدرته على المضي قدما نحو التنمية والارتقـاء الشامل، وقوي بجنوحه نحو قيم
المحبة والأخوة والصداقة والسلام والتسامح والتعاون والتضامن …
“نباحكم” يا “أعداء
الوطن” يزيدنا قوة، و”سعاركم” يزيدنا تماسكا بقيمنا وثوابتنا
الوطنية المشتركة، و”نهيقكم” يمنحنا جرعات في المضي قدما في مسيرة
البناء والنماء، متسلحين بما تفتقدونه أنتم، من قيم “المسؤولية” و”الاتزان”
و”التبصر” و”التعاون” و”الوحدة” و”التضامن،
وهذه القيم شكلت وتشكل مفاتيح نجاحنا وحسن تموقعنا عربيا وإفريقيا ودوليا، وكم
يؤسفنا أنكم تهدرون الزمن للتربص بنا وتستنزفون الطاقات والإمكانيات المحلية
للتلصص علينا، ونحن في ديارنا سالمين آمنين مطمئنين، دون أن تراعوا الأخوة وحسن
الجوار وما يجمع شعبينا من صلات وروابط تصـرون على استئصالها عنوة، بخبثكم
وأنانيتكم المفرطة وعداوتكم “غير المفهومة” و”غير المبررة”،
وما أقدمتم عليه من “سلوك جبان” تجاه شخص الملك، هو رهان خاسر، لأن أقصى
ما فعلتم، أنكم كشفتم عما يعشش في سوءتكم من خبث وحمق وغباوة ووقاحة وانحطاط، ونحن
أبرزنا لكم كم نحن محبين لشخص الملك وكم نحن مرتبطين بالقيم الوطنية والوحدة
الترابية، وكم نحن مستعدين لفضـح إعلامكم البئيس الذي يمارس ممارسات
“اللصوصية” و”قطاع الطرق”، والتصدي لممارساتكم الوقحة الفاقدة
للبوصلة وغير المستوعبة لما جرى ويجري من متغيرات إقليمية ودولية، بالمقابل، فنحن
نحترم الشعب الجزائري الشقيق ونقدر أحرار وأشراف الجزائر الذين لا يترددون في فضح
سياسات من يحكمهم، ونقف إجلالا واحتراما أمام “الإعلام الجزائري الرصين”
الذي لم ينحن أمام صناع العبث والوقاحة ودعاة الحقد والانفصال، وإذا مسستم بصـورة
ملكنا، فنحن نحترم رئيسكم “تبون” ونتمنى له وافر الصحة والعافية وللشعب
الجزائري الشقيق كل الخير وكل النماء، لأن المغاربة “رجالة” لايمكن أن
ينزلوا منزلة إعلامكم “المفلس” … وإن “عدتم .. عدنا ..” …

الكاتب ..عزيز لعويسي المحمدية المغرب