الشماعية المدينة التي تكالبت عليها المحن وقست عليها كائنات انتخابية تركتها شمطاء جرباء؟؟؟… للكاتب مصطفى فاكر
موقع منار اليوم الاثنين 18 يناير 2021
و أنت تقوم بجولة في الشماعية و اختر الزمن الذي
ترتضيه و خاصة عند بزوغ شمس الصباح ،تتفرس وجوه الناس و سحناتهم و في كثل الإسمنت
، تحس وكأنها مدينة منكوبة وأن شيئا ما جللا يقع في هذه المدينة . شيء
قاتم كالحزن و الغبن و الالم يجثم على صدور اهلها و قاطنيها ، لكن ما
يخيف أكثر أنها مدينة صامتة خرساء .
تصل إلى المدينة
قادما إليها من مراكش أو من أسفي لأنها تقع وسط المدينتين العريقتين الأولى تطل
على البحر (حاضرة المحيط) عاصمة السردين بامتياز و الثانية تربط سلاسل جبال
الأطلس الكبير يذكر إسمها بالسياحة و بأكبر تجمع راسمال
اللامادي ( جامع الفنا). هاته المكانة المتميزة و الإستراتيجية لمدينة الشماعية
من شأنها أن تتبوأ الريادة و الحظوة في كل شيء ، لكن واقع الحال يدحض ذلك و
يكذبه إذ تتذيل الجهة في كل المشاريع و لا تأتيها إلا لماما .
تقف فيما يسميه اصحابها (لاكار
) و هو بمثابة محطة الناقلات و الحافلات و الطاكسيات ، قلب المدينة النابض بالناس
و التجارة و المقاهي و رائحة الشواء التي تملأ المكان ، كما أنه يغص بكثير من
المجانين و المتسولين و الكلاب الضالة…
تنعرج يسارا تجد شارع
المسيرة الخضراء أو ماكان يصطلح عليه شارع خربة عيشة و هو في الحقيقة يمت بصلة
للخربة ضيق الممرات ، يغلب عليه الطابع البدوي شوارع محفرة كأنها تعرضت لقصف
مدمر فوضى عارمة و روائح نتنة حد الغثيان ،أكوام من الأزبال والقاذورات جانب
موقف الطاكسيات رغم تعبيد الطريق المؤدية إلى الشمال .
في الضفة الثانية من
المدينة في اتجاه شيشاوة حيث يوجد حي السويقة حي تاريخي سكنته النخبة الحمرية و
علية القوم فيما مضى أصبح نقطة سوداء ،أضواء خافتة في أغلب دروبه ، حي تعشش فيه
البطالة و الفقر، قرب المسجد العتيق بنيت حديقة لم تستطع الصمود بحيث لم يشرع في
تشييدها إلا بداية 2013 و لم يبق منها إلا الكراسي الخشبية المهترئة .هذا الفضاء
أضحى مرتعا للشباب العاطل و لكل من ضاقت به سبل العيش، و نظرا لكثافة
سكانها دأب تجار الإنتخابات على جعله خزانا انتخابيا مثله مثل
احياء ودروب سوق الخميس. إذ يعمد هؤلاء الكائنات الانتخابية التي تتولى تسيير
الشماعية إلى تزيين الواجهة و المدخل و يفرطون في الذاكرة الحية و الناطقة ،
سياسة قديمة و بائدة .
في المركز الثقافي
الذي تم إصلاحه كانت هناك خزانة بلدية تحوي آلاف الكتب القيمة ، تم إعدامها بكل
وقاحة ،هذه الدار التي استبشر بها التلاميذ و السكان خيرا ظلت مغلقة لأن القيمين
عليها هنا يكرهون كلمة ثقافة و المثقفون .
الظاهرة الملفتة
للنظر هي تناسل المقاهي في كل ركن و زاوية من المدينة لكنها فارغة باستثناء أيام
المقابلات الرياضية.
مدينة تلملم جراحها
في صمت تئن و لا تتكلم ،تشكو و لا من يسمع اهاتها ، تكالبت عليه المحن وقسا
عليها البشر فاقتسموا و حلبوا ضرعها و تركوها شمطاء جرباء.
و من اغرب ما
يتداولها متتبعي الشأن المحلي بالشماعية هو التصويت في دورة دجنبر 2020
على إنشاء فريق رياضي ثان ، رغم أن كرة القدم في المدينة تعيش على وقع
انتكاسات و اخفاقات متتالية و الفريق الأول يعرف أزمة مالية خانقة رغم أنه تم استثمار
كل شيء في كرة القدم ، ملعب كرة القدم وملاعب القرب و المركب السوسيو رياضي و دار
الشباب ، ميزانيات ضخمة تذهب سدى و في مشاريع وهمية ، يبدو أن المسؤولين هنا
بالشماعية يبحثون فقط عن الأضواء و البوز و الترقي السياسي و لو على حساب مدينة
صامتة
الكاتب ..مصطفى فاكر الشماعية .